تركت الزيارة التي نظمها الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز لمجموعة من المدارس في وقت كانت أبواب المدارس مغلقة الكثير من الاستفهام والتعجب ..حيث ليس في المدارس تلاميذ ولا طاقم مدرسي يكشف للرئيس عن ما يبحث عنه إن كان فعلا زار المدارس بهدف الاطلاع على حالتها والوقوف على الظروف التي يعيشها كلا من التلاميذ وطاقم المدرسة٠٠ وأكرر أن أمر زيارة رئيس الجمهورية للمدارس بنية التفقد والإطلاع يدعو للاستغراب كثيرا ..خاصة أن الرئيس كان لديه من الوقت الكافي ليتفقدها خلال الأشهرالدراسية أو أثناء اختتام السنة ليطلع على حالة التلاميذ والظروف المزرية التي يعيشها التلميذ في هذه الفترة بالذات التي تتعجل فيها الإدارة لإختتام السنة الدراسية فتعمد لتسريع البرنامج قبل الزمن المحدد او المقدر لنهايته.. فتغلق المدارس النظامية بالإحياء الشعبية - التي حظيت بزايارة الرئيس - مع نهاية الشهر الخامس بصمت مطبق ثقيل على صدور التلاميذ الذين يغادرون وهم يشعرون بالكآبة والحسرة على ما أمضوه في الحصيل وما بذلوه من جهد .. يتركون المدرسة من غير توديع ولو في لقاء عائلي مدرسي يثمن فيه المدير والمعلم عمل المجد ويرغب من خلال تشجيعه الكسول ولو بعبارة شكر..تتسلل الإدارة والطاقم من غير اعتناء أو مراعاة لرغبات الأطفال الذين كانوا يتطلعون إلى أن تنظم إدارة مدرستهم حفلا تشجع الفائزين الذين بذلوا جهودا كبيرة منهم بالتصفيق في فرحة ذويهم .. فتموت أحلام التلاميذ في داخلهم بسبب الضمير الغائب الذي كان وراء اهتمام الإدارة بمثل هذه الأمور رغم أنها مهمة لدى التلميذة وتشعره بجدية المؤسسة وحرصها على الرفع من معنوياته .. فخلق حدث مثل حفل اختتام مدرسي تشرف عليه الادارة والطاقم التعليمي مهم لدى التلميذ المبتدء يرتسم ويشكل تذكارا جميلا خاصة إذا حضره شخص مثل الرئيس قطعا من غير شك سيرفع ذلك من معنويات التلميذ ويجعل رغبته تزداد الى بذل المزيد. من الأمور التي يذكرها من عاصروا مؤسس الدولة الرئيس المختار ولد داداه أنه كان حريصا على أتنظم حفلات مدرسية في نهاية السنة تحضرها الإدارة ممثلة في الوالي إو الحاكم أو رئيس المركز الإداري وشخصيات أخرى من بينها وكلاء التلاميذ وتنظم كل مدرسة حفلا خاصا بها وكانت نهاية السنة الدراسة مناسبة للتنافس بين المدارس فيتنافس التلاميذ لإحراز النتائج العالية التي توكد لهم التفوق على دملائهم، وبذلك كان يخلق جوا من المنافسة يحصل ألفائزون من التلاميذ فيه على جوائز تشجيعية، كما تحصل;الإدارة التي أحرزت السبق في الإرشاد والتأهيل والتدريس والرقابة على جوائز قيمة٠ هذاالنهج الذي حافظ عليه الرئيس الراحل المختار ولد داداه طيلة فترة وجوده قائدا للبلاد ظل قائما إلى وقت قريب وكان له دور كبير في ترسيخ التعليم.. لكن النهج الذي جاء بعده قضى على التعليم من خلال إهانة العلم .. فعمت فوضى واسعة جعلت التعليم ينهار .
فلم يعد للمعلم تلك الهالة الذي كان يحاط بها من التقدير والاحترام من لدن العامة ، الكبير قبل الصغير، ثم أن الوزارة تخلت عن المعلم بعدم تقدير المهمة الصعبة التي يحمل والتي يحتاج لتأديتها إلي توفير ظروف اقتصادية تؤمن له ظروفا اجتماعية صحية حتى لا يحتاج.
ومع تخلى الدولة عن المعلم وعن المدرسة نتج العجز الذي تولدت منه الحاجة، فإنقاد المعلم مرغما إلى أن ينحني ذليلا بسبب الحاجة للماديات مقابل التخلي عن المبادء والأخلاق.. زيارة السيد الرئيس، بل تفكيره في الاطلاع على حالة المدارس جهد يشكر عليه ويثمنه الجمهور خاصة في زمن نحن في إشد الحاجة إلى أن تلتفت القيادة إلى مرفق يعد هو الوحدة المركزية لاصلاح الدول والشعوب، ومن غير إصلاحه لا مجال للإصلاح، وهذا المرفق هو التعليم.. وأتذكر بالمناسبة قصة تحكى عن رئيسة الوزراء الألمانية، تقول القصة إنها كانت في يوم من الأيام تحضر تظاهرة في مدرسة، ولاحظ أحد الوزراء الاهتمام الكبير الذي توليه لمتابعة أداء الطلاب وطاقم المدرسة.. فسأل الوزير رئيسة الوزراء لماذا كل هذا الاهتمام بالمعلم حتى أن راتبه اكبر من راتب الوزير؟!.. لماذا لا يتساوى معه على الأقل..؟ أجابت رئيسة الوزراء قائلة!..من علمك بأسيادةالوزير؟.. قال الوزير المعلم..قالت رئيسة الوزراء أيمكن أن تتساوى أنت ومن علمك !؟.إن الشعوب لم تتقدم ، ولم تصل إلى ما وصلت إليه إلا من خلال العلم والتعلم.
ويبقى السؤال يبحث عن جواب ..هل فعلا وفق الرئيس في توقيت زيارة المدارس!؟