الحوادث- تعد "الجديدة" أو (تكندالجديدة) من أقدم المراكز التي عرفها سكان الجنوب خاصة المناطق الواقعة في الوسط مابين العاصمة نواكشوط ولكوارب، وذلك قبل أن تنتقل مع نهاية تعبيد الطريق الرسمي من موقعها القديم"تكند الدرس" شمال الموقع الجديد.
وظلت "تكند الجديدة" منذ انتقالها إلى مكانها الحالي مركز حركة للتبادل والتجارة ونقطة اتصال مابين عاصمة الولاية "لكوارب" على الضفة في الجنوب والعاصمة السياسية نواكشوط في الشمال.. وحاولت الإدارة من خلال جهود رجال من وجهاء المنطقة تعزيز الاستقرار في "تكند" بعد ترسيمها مركزا إداريا تابع لمقاطعة المذرذرة من خلال العمل على توفير مدرسة للتعليم ونقطة صحية، حيث تم تشيد مصل لتدريس الأطفال،ثم مدرسة "المحصر" بعدذلك، ونقطة صحية بمساعدة من الهلال الأحمر.كما شكلت ظروف الجفاف الذي ضرب المنطقة دفعا ساعد في الترحال إليها واستيطانها من قبل السكان الرحل الذين أسسوا حول المركز حزاما من القرى ربطوا حياتهم البدوية التي يعتمدون عليها في عيشهم من خلال التنمية الحيوانية وحياة المدينة التي فرضتها الظروف الجديدة بتدريس أطفالهم في المركز
هذا الواقع جعل المركز يشهد حالة من الحركة تختلف عن ذي قبل بسبب التكاثف السكاني وغير من شكل وتركيب المركز الذي كان مجرد نقطة يرتادها الرًحل للاستشفاء أو التزود بما يحتاجونه والعودة إلى مواطن رعيهم..فقد دفع البحث عن التعليم السكان إلى الاستقرار ، وبذلك بدأ الوافدون يشيدون المساكن، والتجار يتوسعون في ملكية المناطق الإستراتيجية من الشارع المعبد.
وساعدت التجاذبات السياسية التي عقبت ذلك في الاستطان أكثر بسبب فتح الحاكم الذين تناوبوا على إدارة المركز الباب على مصراعيه أمام الوافدين من الولايات الأخرى والتجار وأصحاب النفوذ خاصة في فترة التسعينيات التي شهدت ظهور أشخاص من المركز استغلوا علاقاتهم بهؤلاء الحكام وحصلوا من تلك العلاقة على أموال كثيرة من ريع بيع أرض المركز للغرباء من التجار والمستثمرين الذين يملكون اليوم في المنطقة مساحات شاسعة بعضها خالي وبعض شيدت فيه مباني سياحية وأخرى سكنية..سياسة الإستطان الفوضوية التي كان وراءها الحاكم والمتنفذون في المركز من وجهاء خلقت سماسرة تسببوا في خلق الكثير من المشاكل حول الأرض ما تزال هي الشغل الشاغل للإدارة حتى اليوم.
غياب دور البلدية وأثره على المدينة..
لم يبعث إنشاء البلدية أمل في الإصلاح المتوخى من وجودها، خاصة في مجال التنمية المحلية، والتعليم والصحة.. بل كان وجودها مبعث خلاف وتنافر وصراع قد يصل في بعض الأحيان إلى الشقاق والتناحر، الأمر الذي جعل بعض المكونات تختار البقاء خارج المنافسة حتى وإن كان في ذلك غمطها حقها .. وبذلك رست زعامة البلدية في يد ظرف واحد ينعم يستأثر بها وينعم بخيراتها.. حتى كان التحول الذي نشأ عن الانقلاب على ولد الطائع وما كان من تولي اعل ولد محمد فال للفترة لانتقالية، وما تم خلال هذه الفترة من تغيير وجد سكان المركز فيه متنفسا أجمعوا فيه على الإطاحة بالبلدية التي كبست علي أنفاسهم زمنا طويلا.
لكن البديل الذي اختاره السكان الوافد من المعارضة كان مجرد "بو" بالمفهوم الحساني أو دمية تسيطر عليها قوة من الخارج تسير البلدية حسب إرادتها، مما جعل البلدية تفقد دورها وتتحول إلى مجرد سلطة للجباية والنهب، استحوذت على ملايين الأوقية من شركات آفطوط، كما استحلت معدات حصل عليها المركز الصحي من تعاون أجنبي وسخرتها لخدمتها، ولم يستفد المواطن من البلدية غير الإهانة و البلوى.
البلدية في نظر العمدة-حمادَ- مشروع لبيع اللبن..يدر عليه بالمال
ظروف المواطن المتردية بسبب هلاكه بالضرائب التي لا يَجد لها أثرا على أرض الواقع في أي مجال من مجالات خدمة البلدية ..تشعبت وتعقدت أكثر مع العمدة الجديد – حمادَ_الذي يسير البلدية في الوقت الآني والذي كان وصوله إلى رأس هرم البلدية نتيجة صراع بين الأطراف السياسية في المركز، الأمر الذي دفع بضرة رئيس الحزب في تلك الفترة سفير موريتانيا في السعودية حاليا أن تقترح – حماد- العمد الحالي على الحزب.
العمد حمادَ يعتقد – حسب المجلس البلدي- أنه الوحيد الذي لديه الحق في التصرف، وأن دور غيره في المجلس استثنائي،وهذه القاعدة أكدها بتصرفه في مبلغ عشرين مليون من الأوقية، كانت البلدية من خلال مجلسها قد أفرد لها لجنة لدراسة المشاريع التي سيصرف فيها المبلغ والتي ستكون لها انعكاس على الساكنة.. ولكن العمدة ضرب عرض الحائط بدور اللجنة وتصرف في المبلغ على هواه، وقد استُنكر الفعل من قبل عناصر في المجلس البلدي كان العمدة علاقة قوية بهم.
ما عرضناه مجرد مثال على ما تعيشه بلدية "تكند" الحالية من فساد ونهب من قبل عمدتها الذي يحسبها محلا تجاريا أو إقامة للسياحة أو مشروعا لبيع الألبان يستثمر فيه ليحصل على ريعه.
وغياب دور البلدية يبرز جليا في مظهر المدينة التي تعيش حالة من الفوضى العشوائية من عدم التخطيط العمراني، والطرق التي تسهل حركة المرور في المدينة التي تعتمد على شارع واحد يُحدث انسداده كارثة كبيرة خاصة في المواسم التي تشهد فيها المدينة كثافة كبيرة مثل فصل الخريف وموسم زيارة مزار سعدأبيه في النمجاط.. هذا فضلا عن ما تشهده المدينة من مناظر مقرفة بسبب تكاثر القمامة فيها، وزحف الرمال التي تكاد تطبق على المدينة.
وبسبب غياب دور البلدية غابت الحركة الثقافية التي تعتمد في حركتها ونشاط روادها على دعم ومساندة البلدية، فلا توجد دار للشباب يمارس فيها هوياته و أندية تتنافس في المجال المسرحي ويشحذ فيها الشباب طموحه وفكره.. الموسم الوحيد الذي كان شباب ا"تكند" ينتظره ويعد له بفارغ الصبر، الموسم الرياضي الذي يقام بفضل جهود ذاتية من الشباب، المساهمة التي تشارك بها البلدية الكأس الرمزي الذي يقدمه العمدة، فلا يوجد في المدينة ملعب رياضي على المستوى وبالمعايير المعروفة في الملاعب الرياضية يحفظ للبلدية ماء وجهها... وبذلك تكون نتجية بلدية تكند .. من الصفر .. إلى الصفر..؟
الإدارة- رئيس المركز، ورئيس فرقة الدرك- طمعهما أكبر..(يتواصل)