الحوادث- مكفولة سيدة في العقد الرابع من العمر تنحدر من إحدى المقاطعات التابعة لولاية لعصابة، تعيل على أربعة أطفال من زوجها الذي تركها وتزوج بأخرى بعد أن تعرضت لعجز في أحد أطرافها بسبب شلل عانت منه كثيرا،٠٠لكن الأطفال الذين لايمتلكون من مصادر العيش غير ما تجلبه مكفولة التى حفر الزمن في وجهها الذي كان غضا جميلا خطوطا من التجاعيد حولت الوجه إلى صورة قاتمة
والعيون إلى جمرات من النار تلتهب ٠٠ ماتت تلك الأحلام التي كانت تراود مكفولة في شبابها بأنها ستعيش عيشة المليكات أو الأميرات في قصر من زبرجد الدنيا، يوم قهرها خالها الذي بقى لها في الحياة من الأقارب، بابنه الذي كان متهورا غير عابيء بها ، وينظر اليها نظرة استخفاف واستهزاء ٠
وبعد سنوات من الزواج عاشت فيها صروفا من العذاب لم تشهد إمرأة في مجتمعها ولا غير مجتمعها، فقد كان ابن خالها الذي توقعت منه أن يرحمها ويعاملها معاملة إنسانية كريمة ويعتبرها اعتبار الزوجة ويكرمهما إكرام الكريمات٠٠ لكن الصورة انعكست حيث كان شيطانا يطاردها في كل زاوية تدخلها في إطار البحث عن مصروف البيت الذي لايهتم زوجها به، فقد استثمرت مهرها الذي لم يتجاوز ٥٠،٠٠٠ أوقية فى كشك صغير لبيع بعض الحلوى والسجائر ، فكانت تحصل منه على مبلغ تصرف منه على المنزل ، وتدخر منه لما تخبئه الأيام٠
حملت منه بحملها الأول ووضعت جنينها وهو غائب في نزوة من نزوات غرامياته ، ولَم تجد من مساعد غير جارتها التي تعرفت عليها في الحي وربطتها بها صداقة، ووصلت الحقارة بزوجها الى أن يمارس الغرام مع جارة في الحي الذي تسكنه، ولَم يلفت ذلك انتباه مكفولة التي كانت واسعة الصدر لكل تصرفات زوجها٠٠ ثم جملت بحمل آخر وذهبت وحدها في وقت متأخر من الليل لتضع في المستشفى وفِي هذه المرة لم تجد مساعد لأنوخليلتها كانت غائبة عن الحي٠
وتوالت الأيام وتتابعت السنوات على مكفولة وعذابها يزداد من ابن خالها الذي انتهي به المطاف الى طردها من قطعة أرضية ورثتها عن والدتها وشيدت فيها بيتا وعريقا من ثمر عملها ونشاطها الصغير الذي سلبه زوجها مع ماسلب منها٠
وخرجت مكفولة تجر على أثريها ثلاثة أطفال وتحمل الرابع بين يديها وعلى خدودهم أثار الضرب المبرح وجسمها الذي كان ناعما الجروح من شراسة معاملة زوجها الذي جاء بزوجته الجديدة الى المكان ٠
لم تفلح كل الجهود التي قامت بها المسكين لاسترجاع قطعتها الأرضية رغم أن جميع الأدلة الشفهية في صالحها، ولكن القانونية كانت في صف زوجها، فقد كان الرجل قد حصل على وكالة من زوجته على أساس أنه سيدبرها في أمور عائلية، وكان ذلك مجرد خدعة ليحصل منها على وثيقة تمكنه من الحصول ملكية القطعة التي حولها بفضل الوكالة إلى إسمه٠
واليوم تعيش المسكينة بين الحياة والموت تكدح نهارا في بيع الخضار على قارعة الشارع في حي من أحياء ملح ، وفِي الليل تكابد الألم ٠