الحلقة الألى
مرت موريتانيا بالكثير من المراحل منذ تأسيسها وحتى اليوم٠٠ هذه المراحل شهدت فيها فترة نشوء من صفر ،أظهرت هذه الفترة سلامة نية القائمين على البناء ، حيث حققوا بجهود هم الذاتية البسيطة مالم يستطع غيرهم تحقيقه رغم الظروف العسيرة وعدم الآليات٠٠مع تجاوز هذه المرحلة لدينا مجموعة من التساؤلات سنحاول لإجابة عليها من خلال تقديم كرولونجي عن الحقبة التي تلت مرحلة التأسيس ٠
ماذا تحقق في حقبة ولد السالك التي لم يكتب لها أن تطول؟، وماذا حصدت حقبة ولد إحمد لول من نتائج في إطار التنمية؟،ثم ماذاتحقق في اربع سنوات قاد فيها ولد هيداله البلد، غير ما قيل عن محاولة فاشلة لتطبيق الشريعة، تحت ضغط حركة إسلامية سلفية كان وراءها علماء موالون للسعودية٠
دولة القبيل والمخابرات٠٠
كان انقلاب١٩٨٤ الذي استلم على اثره معاوية ولد سيد احمد ولد الطائع مقاليد حكم البلاد ، بعد فشل مجموعة من المحاولات كان آخرها محالة "الكوماندوز" الذي قاده عبد القادر وتحمس الم ولد سيد ي المدعوم من المغرب ، والذي فشل بعد إن كان قاب قوسين من أن يحكم قبضته على الرئاسة٠
وكانت فترة معاوية الذي حكم البلاد مايناهز واحد وعشرين سنة، بداية حلقة من الاستقرار وتأسيس أسلوب جديد انتهجهه معاوية مع قدومه ، ويعتمد هذا الأسلوب الى الارتكاز على القبيلة والجهة، والاستناد على المشائخ الصوفية والأمراء التقليديين ، وشيوخ القبائل ، وتجنيد الجميع في الإستعلامات لأجهزة المخابرات الداخلية والخارجية، وبذلك استطاع ولد الطائع أن يحكم قبضته ، ويسير الدولة على هواه٠٠ثم أنه بالاضافة الى تجنيد الجميع، سخر مقدرات الدولة في تطويع الجميع له عن طريق بذل المال وصناعة المواصلات له ٠٠ فامتلك ناصية الجميع بقوة نفوذه داخل مؤسسة القبيلة التي عمقها أكثر ، ووطد حكمه بها ٠كان الإجراء الذي استفرد به حكم ولد الطائع عن غيره من الذين سبقوه هو إعلانه عن دولة المؤسسات والديمقراطيه، والذي كان نتيجة كثير من الضغوط مورست عليه ، لم يجد وسيلة للخروج منها إلا بولوجه بالبلد نظام المؤسسات الذي كان فرضية من فرضيات الفترة في تلك الآونة التي يشهد فيها العالم منعرجا جديدا في ظل التحولات الدولية ، خاصة أن سنة ١٩٩٠ التي شهدت اعلان ظهور دولة المؤسسات في موريتانيا، كان ولد الطائع يعيش أزمة من التوتر الذي شهدت العلاقات السنغالية الموريتانية والذي نتج عن صدام عنيف بين المواطنين أدى الى قطع العلاقات بين البلدين ، وتوقف حركة المبادلات التجارية والتنموية بين البلدين ٠٠ فلم يشهد النمو الاقتصادي في موريتانيا نتيجة تمكن من تحقيق التنمية الاجتماعية ولا قتصاديةترفع من مستوى الحالة المتردية التي يعيشها المواطن من الفقر، خاصة بعدالضربات التي تلقاها المجتمع من الجفاف الذي جاء على مقدراته من التنمية الحيوانية والزراعية ٠
فلم يحاول نظام ولد الطائع ان يقف في وجه الجفاف باستغلال مياه النهر واستصلاح المساحات الشاسعة في الولايات المحاذية للنهر،ويكون بذلك قد وفر لسكان هذه المناطق مصدرا يعيشون عليه ويعود على غيرهم بالنفع من الخضروات والمزروعات المفيدة التي يجلبها المواطنون اليوم من الخارج٠ وكان من انعكاس غياب تلك السياسة مغادرة سكان الضفة قراهم نحو العاصمة التي غصت بالسكان الذين شكلوا أسورة سوداء يوحى منظرها بالفوضوية الحضرية ٠
سقط نظام ولد الطائع ، والمواطن يعيش أزمة خانقة على جميع المستويات ٠٠ على المستوى السياسي تم سجن جماعات بتهمة تنظيم حراك إسلامي سلفي ينتمي للقاعدة ، واخرى تعمل على قلب نظام الحكم، وسجن متمردين في الجيش نشأمنهم تنظيم فرسان التغيير الذين كانوا وراء تنظيم انقلاب ألفين وثلاثة الذي قاده الرائد صاح ولد حننه٠٠٠٠يتواصل