مر يوم الثالث من شهر مايو ككل الأيام التي لا يميزها عن الأيام الأخرى شيء كبير له ذكر، أو وقع لافت للانتباه٠٠ رغم إنه كان من المفترض أن يكون لمرور هذا اليوم وقع وتأثير يجعل الشارع يضج والقاعات تدندن بالحفلات، والندوات والمحاضرات حول الصحافة والأنشطة في كل ركن ومكان حول اليوم العالمي للصحافة٠٠ ذلك لما يمثله هذا اليوم من أهمية خاصة في بلد يزعم أنه في طليعة لائحة البلدان المهتمة بحرية الصحافة والاعلام٠
مرور اليوم العالمي للصحافة وما اكتنف تخليده من حراك باهت لا يرقى الى المستوى المطلوب بسبب الخلاف والصراع بين الهيئات والنقابات والذي يعكس تجزئة الحكومة، والتجاذبات السياسية في الحزب الحاكم، مما لا يترك مجالا للشك في أن حرية الصحافة في موريتانيا مقيدة أو معدومة بحكم تبعيتها، ويوحي بأن الصحافة في موريتانيا متجاهلة ومهمشة ٠٠ إن تنظيم نشاط في من طرف الوزارة بصوت خافت في حضور ضعيف يمثل إجراء شكلي دعت إليه أشخاصا ليوزع منه الوزير خطابا من المدح والثناء على السطات، واختتم بسرعة حتى لا يكون له وقع، وحتى لايتسرب صداه المخجل و الذي لا ينم عن اهتمام البلد بالحرية ولا بالصحافة٠
كان من المتوقع أن يشهد اليوم العالمي للصحافة في البلد ضجة تشارك فيها جميع الهيئات والصحفيين، في بلد مثل بلدنا يفتخر بتصدر لائحة حرية الصحافة عربيا، حتى يحمل الضجيج صوت الحرية من خلال منابر مختلف الهيئات والنقابات ، ويتأكد للجميع داخل الوطن وخارجه أن مانسمع وما تطالعنا به بيانات المراكز والمنظمات الدولية من كوّن موريتانيا تتصدر قائمة حرية الصحافة واقع معاش٠
إن منع الوزارة الوصية على الاعلام تمويل أنشطة لبعض النقابات والهيئات أو مشاركتها ماديا ومعنويا في تخليد اليوم العالمي للصحافة، وتخصيص نقابة واحدة - مطعون في شرعيتها- المقترح، شرخ كبير وانحياز يجسد تعزيز الصورة القاتمة لوضعية الصحافة في موريتاني، ولا يصدق ما تتشدق به الحكومة من أن موريتانيا تتصدر قائمة حرية الصحافة، بل يؤكد تصرف الوزارة والحكومة بعد ذلك أن البلد في أسفل ذيل قائمة الدول المناهضة لحرية الصحافة٠
إن تحديد الوزارة لنقابة واحدة - مطعون في شرعيتها- بالمساعدة والتمويل بمناسبة اليوم العالمي للصحافة صورة حية على أن الدولة تصنع الشقاق والخلاف في جسم الحقل حتى لا يكون له وجود٠٠ ويؤكد أن ما في موريتانيا حرية مزعومة٠
محمدأحمد حبيب الله