الحوادث- نواكشوط- يتناول الحديث الدائر في المكاتب والصالونات والشارع موضوع خليفة الرئيس محمد ولد عبد العزيز على كرسي رئاسة موريتانيا.
وهذا الاحتمال جاء بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز في مناسبات مختلفة، أكد فيها عن عزمه عدم الترشح لمأمورية ثالثة.. وكان هذا الإعلان مثار حفيظة الموالين له في الحكومة والأحزاب.. حتى أنه دفع البعض منهم إلى تنظيم تظاهرات تطالبه بالترشح لمأمورية ثالثة ولو كان ذلك على حساب تغيير الدستور.. كما اغتنم الوزراء في الحكومة حملات تغيير العلم الوطني والنشيد وغرفة الشيوخ تحريك الشارع للمطالبة بترشيح الرئيس ولد عبد العزيز مدى الحياة.
لكن في ظل ما أصبح مؤكدا من عزم الرئيس على عدم الترشح، يبحث الشارع والمحللون في ما بين السطور، والإشارات لرسم صورة البديل الذي سيرشه ولد عبد العزيز خليه له على كرسي الرئاسة..فمن هو صاحب هذه الصورة ياترى..؟
الوساوس والتخوشات..؟
حسب ما هو شائع بين الأوساط المقربة من النظام، أن الرئيس ولد عبد العزيز كان وإلى عهد قريب مرتبكا، وغير قادر على التفكير في مغادرة الحكم، خاصة في ظل ظهور مجموعة من التيارات الحقوقية الناقمة عليه، والتي تتهمه بأنه وراء الفساد المستشري في البلاد، والحالة الاقتصادية المنهارة بسبب استئثاره لأبناء عمومته وترك عجلة الاقتصاد في أيديهم، ويقوم هذا التيار للدليل على ذلك أمثلة كثيرة من الأشخاص الذي كانوا وإلى قبل وصوله إلى السلطة يحصلون على عيشهم بالكد والتعب، ومع وصول الرئيس ولد عبد العزيز للحكم تبسم الحظ لهم وتغيرت ظروفه، حتى أن بعضهم تحول من بائع فرد في مخبزة خلال سنوات قليلة مرتبة منافسة الأثرياء.
الشخصيات المقترحة..؟
عدول الرئيس عن قرار البقاء في الحكم جاء بعد انتظار وصمت منه، بعد ما لامس من ولاء في المؤسسة العسكرية، خاصة من المقربين الذين شاركوه الانقلاب على ولد الطائع، وساندوه للإطاحة بالرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله.
وجود المؤسسة العسكرية إلى جانب ولد عبد العزيز بالإضافة إلى الأموال الطائلة التي حصلها عليها جعلاه يتراجع خاصة عن التفكير في أمر البقاء في الحكم والبحث عن شخص يثق فيه لخلافته، وكان لديه شخصين أحدهما رفيقه في المؤسسة العسكرية، وأحد المقربين الملتزمين بحكم علاقة المجتمع الذي ينحدر منه بالتصوف وابتعاده عن أمور السياسة وزهدهم في الحكم، وهذه المميزات جعلت ولد عبد العزيز يهيئ زميله ورفيقه لهذا المنصب ويعتبره أخلص شخص يمكن أن يؤتمن عليه.. إلا أن قبيلة الجنرال ولد الغزواني الذي يهيئه الرئيس للمنصب والذي أدرجه من بين المستفيدين من التقاعد في الشهر السابع من السنة الجارية ليتفرغ للمهمة، يعارضون ترشيحه لأسباب منها:
إن العامة ستنظر إلي أموالهم - في حالة نصب ابنهم رئيسا للبلاد- من أموال الدولة ، حصلوا عليها من وراء حمايته وتدخله، وستتوجه العيون والمتابعة إليهم، في الوقت الذي هم في غنى عن ذلك.
المرشح الثاني وهو أيضا أحد الأصدقاء لعزيز الذين اعتمد عليهم في تسويغ أنقلابه في المحافل الأوروبية والغربية، ونجح في ذلك بفضل علاقته الوثيقة بالمجتمع الأوروبي والغربي، كما كان ساعدا قويا اعتمد عليه في رئاسة الحكومة، رغم ما تنقله المصادر من توتر في العلاقة بينهما خلال الفترة الأخيرة.. هذا الرجل لديه هو الآخر شعبية كبيرة في منطقة يحسب لها حسابها في الانتخابات، وقد أثبت ثقل وزنه في أكثر من مرة، وهو ما جعل الرئيس يبعده عن تجاذبات المنطقة وينأى به عن الخلافات حتى يزل نظيفا للمهمة التي يهيئه لها، هذا الرجل هو الدكتور مولاي ولد محمد لغظف.
وقبل أن يكشف الرئيس الرئيس ولد عبد العزيز عن خليفته على كرسي رئاسة موريتانيا، شغل الشارع والناس بأمر يعتبره هو القوة التي سيسيطر بها وهو خارج القصر، هذه القوة هي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي أعلن عن إصلاحه وتجديد هياكله على نمط سيمكن من وجود جميع الشعب داخله، فهندسة القواعد والفروع والأقسام قديمة حديثة في صيغة جعلت الجميع يتسابق للانتساب فيه ويحرص على أن يظهر بأكبر كم من الوحدات، ذلك لأن قيمة الشخص أو القبيلة أو الفخذ بعدد الوحدات.
وما تعيشه موريتانيا هذه أيام من صراع محموم على الوحدات والذي تجلى مي المنافسة التي يقودها الوزراء في البراكنة، حيث يبذل ولد أوداعه وولد انجاي المال والجاه ليسيطرا على الأغلبية وليبررا بها الإنفاق الكثير الذي يصرفانه من ميزانية الدولة، والذي سيعتبره الرئيس فساد في حالة فشلهما.
الباب المفتوح..
هذا هو مجموع الاحتمالات المطروحة حول خليفة الرئيس المقبل لرئاسة موريتانيا.. وما تزال هذه الاحتمالات مجرد افتراضات مبنية على التخمين والقراءات من المقربين.. ويمكن أن تظهر في الأفق القريب احتمالات أخرى تنفي هذه الاحتمالات المطروحة.