يشكك المعارضون في تواصل -الإطار الساسي للإسلاميين- في ولاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز لقاعدته التي انطلق منها، ووصل عبرها الى سدة الحكم، وأخذت عليه عهدا بتحقيق حالة من الرفاه تؤمن لها العيش الكريم .. وقد أكد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالبراهين التي لا تقبل الشك مضيه في تنفد تعهده، من خلال حزمة من الانجازات لامست واقع هذه الطبقة التي عبرت عن تثمينها لماتحقق عبر المنابر. فقد صدع ولد عبد العزيز الشكوك التي تبثها خلايا تواصل السرية والعلنية، والمنكرة، بالحجج الدامغة المتمثلة في الانجازات التي حولت الحالة المزرية التي كانت تعيشها هذه الطبقة- قبل وصول ولد عبر العزيز إلى الحكم - من حرمان وتهمش، جعلها تبدو في الأحياء التي تسكنها صورة قاتمة تلفها عتمة مظلمة، لا يمكن وصف الواقع الذي كانت تعيش فيه من رداءة في المساكن، أحياء فوضوية من أكواخ من طين متداخلة في شكل أسورة سوداء من الفقر والعطش، منقطعة، لا سبيل للتدخل لنجدتها في حالة حدث أمر طارئ، ينتظر سكانها قدرا مجهول الملامح لا تبدو بوادره قريبة الأمد.. يشرب السكان ماء تجلبه عربات من خزانات أغلبها ملوث، لا إنارة ولا أسواق تؤمن حاجتهم، فيضطرون لقطع المسافات الطويلة ذهابا وإيابا.
اليوم وبعد الواقع بنسبة تصل إلى تعسين في المائة بفضل جهود السياسة التنموية الرشيدة التي انتهجها محمد ولد عزيز لتحقيق ما تعهد به لهذه الطبقة، يشكك التواصليون ويحاولون تزيف حقائق ظهرت في تغييروجه المدينة، وإزاحة الصورة القاتمة التي كانت تطمر الأحياء.. بفعل إدارة خاصة تم تأسيسها معنية بتوزيع القطع الأرضية على المواطنين وتأهيل الأحياء الشعبية، وأخرى تعمل على شق الطرق وتعبيدها لتسهيل حركة المرور، و وشركات أخرى معنية بتزويد الأحياء بالماء والإنارة. فما تشهده الأحياء (16،17،18 )في الرياض التي رحلت اثر عملية التأهيل ،وأحياء ملح ، لا يدع مجالا للشك في أن الرئيس يعمل جاهدا في التحسين من وضعية المواطن الضعيف.. بتزويد الأحياء بالماء وبأسعار زهيدة تتراوح بين 5000 الى 10.000 اوقية، هي تكاليف جميع متطلبات توصيل الماء الى المنزل، ونفس التكاليف يزود المنزل بالإنارة ، وهو أمر كان من المستحيل، وربط هذه الأحياء وغيرها بالعاصمة عبر شبكة طرق تجوبها سيارات النقل بأسعار في متناول الجميع حدث له ماله من أهمية.. أضف إلى ذلك بناء مدارس على تصميم هندسي ينافس تصميم المدارس في العالم، حتى يتمكن السكان في الأحياء من تعليم ابنائهم.. هذ المجهود كان على التواصليون أن يثمنوه ولو بإشارة.. لكن رفضهم للآخر وعدم تقبلهم لغير ذاتهم يجعلهم يرفضون الحقيقة التي يعيشها المواطن والتي كانت ضرب من ضروب المستحيل.
لا أنفي بعض القضايا العالقة، لكنها لا تشكل حجم التطبيل الذي يعزف عليه الإخوان في تواصل بالمقارنة مع الواقع الذي كان يعيشه السكان في عرفات وتوجونين ودار النعيم، والذي يعد اختفاءه مدعاة لشكر الجهود التي عملت على ذلك.. فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
كان على "التواصلييون" الذين ينتقدون سياسة عزيز ، ويتهمونه بالتقصير والتواطئ مع أكلة المال العام، ونهب ثروات الوطن، أن ينزلوا قليلا من الابراج التي شيدوها من التسول على أبواب اثرياء الخليج بالعمل الخيري، وينزلوا وجهات السيارات الفارهة المظلمة وهم يخترقون تلك الطرق المعبدة في الأحياء التي تم تأهيلها، لشاهدوا عن قرب ما تحقق في ظل حكم عزيز للفقراء من أشياء عجزوا هم رغم ما يجنونه على ظهور هؤلاء الفقراء من الخليج عن تقديم صفر منه. وهنا أتساءل قبل فتح باب ما تحقق على المستوى الوطني والدولي في ظل حكم محمد ولد عبد العزيز.. ماذا قدم التواصليون لهذه الطبقة التي يجنون من التسول بها أموالا لا حصر لها يتم تبيضها عبر مكاتب صرف العملات والمجمعات التجارية...؟
هل يمكن في إطار البحث عن ما قدمه "التواصليون" في مجال مساعدة الفقراء أن نعثر على برج مدرسي تم بناءه على نفقتهم يدرس أبناء الطبقة الفقيرة..؟، أو نعثر على مشروع تنموي تم تمويله من طرفهم امتص نسبة ولو ضئيلة من أبناء الطبقة الفقيرة..؟
المسألة الوحيدة التي سنعثر عليها في بحثنا عن المجال الذي يوظف فيه "التواصليون" الأموال الطائلة التي يحصلون علها من الاثرياء في الخليج عبر قنوات مشبوهة، نجدهم يفقونها في زواج المتعة، وبناء الشقق والفنادق، ومكاتب الصرف، ووكالات العمرة والحج..
محمد أحمد حبيب الله