وقع فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، منذ أسبوع، الدعوات الرسمية الموجهة إلى قادة إفريقيا لحضور الدورة الواحدة والثلاثين العادية للاتحاد الإفريقي على مستوى القمة، في خطوةختامية للإجراءات المحضرة لهذا الحدث التاريخي في بلادنا؛ وسبق وأن زارت نواكشوط، خلال السنة الحالية، بعثتان تابعتان للجنة الاتحاد الإفريقي، للاطلاع عن كثب على مستوى التحضيرات اللوجستية لأول قمة إِفريقية في نواكشوط. واتسمت التقارير التي رفعتها مختلف اللجان الفرعية الإفريقية (حركة الطيران، الإستقبال، النقل، السكن، قصر القمة، الفعاليات الرسمية، النشاطات الثقافية، الإعلام، تخليد مئوية نلصون مانديلا، الأحداث الموازية ...إلخ)، اتسمت إذا بالإيجابية، في تأكيد على مستوى التطور الذي عرفته البلاد خلال السنوات الأخيرة على أكثر من صعيد.
لقد أكدت مبكرا عدة دول إِفريقية شقيقة حضورها على أعلى المستوى، كما أكدت جهات دولية وازنة نيتها مشاركة موريتانيا وإفريقيا هذا اللقاء القاري، الشيء الذي يقطع الشك باليقين فيما يتعلق بمستوى التمثيل الاستثنائي الذي ستحظى به قمة نواكشوط الإفريقية.
إنها حقا فرصة ثمينة لكي يثبت الموريتانيون لقارتنا وللعالم، قدرتهم على وحدة الصف والانسجام عندما يتعلق الأمر بحدث يخدم الوطن، ماضيه وحاضره ومستقبله، وهي بالخصوص فرصة للتعريف بأصالتها الحضارية و تقاليد الكرم وحسن الضيافة التي ورثها الموريتانيون عن أجدادهم، جيلا بعد جيل. وهنا أود التأكيد على أهمية اعتبار ضيوف القمة، ضيوفا على كل موريتاني وموريتانية، الشيء الذي سيوفر الفرصة
لكل واحد منا و واحدة للمساهمة في أبرز حدث في تاريخ البلاد منذ نشأتها، من منظور حجم المشاركة ونوعيتها. فمن المهم أن يشعر ضيوف قمة نواكشوط الإفريقية بالترحيب والتقدير في حركة المرور وداخل الفنادق والمطاعم والأسواق وأينما حلوا، خدمة لسيادة موريتانيا وسمعتها وكرامة أهلها ومصالحهم الحيوية.
وسيسجل التاريخ بحروف من ذهب أن رئيسا موريتانيا بوّأ البلاد مكانة دولية استثنائية وأكسبها ثقة في نفسها، الأمر الذي خولها تنظيم قمتين عربية وإفريقية، في حيّز زمني لا يتجاوز السنتين، فالحمد لله على نعم الله...