قرر رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بجرأة أن تنظم القمة الافريقية الواحدة والثلاثين في عاصمة موريتانيا انواكشوط، وكان القرار صادما لبعض الجهات الخارجية والداخلية٠٠ حتى أن هذه الجهات التي صدمها القرار راهنت على فشله، حيث كان تصورها أن الجهة العليا في البلد التي صدر منها القرار ستتراجع وتعلن في وقت قبل الزمن المحدد عن القرار، وبذلك تكسب الرهان٠
لكن ما وقع كان فوق التصور، بل تجاوز الخيال، فقد ارتبك الذين كان الأمل ضعيفا إلى شبه مستحيل في انعقاد قمة بحجم القمة الافريقية في بلد لا يملك في تصورهم من البنية التحتية، ولا من الإمكانيات اللوجستية ما يمكن من استقبال ما يناهز اربعة الآف من المدعويين الذين سيحضرون القمة٠
كانت المفاجأة الكبيرة حبست أنفاس العالم عندما تم الإعلان عن نهاية العمل في قصر المؤتمرات الجديد الذي سمي بالمرابطون، والذي كان محطة إعجاب، لجميع من زاره، بتصميمه وهندسته، والمدهش فيه أكثر الوقت الوجيز الذي استغر.
وتم انعقاد القمة الافريقية الواحدة والثلاثين بنواكشوط في جو من الطمأنينة والهدوء وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ٠٠و عبر الجميع عن ما قابلهم به الشعب الموريتاني من حسن ضيافة وكرم المعاملة٠٠ ونجحت القمة الواحدة والثلاثين التي كان البعض يتكهن بأنها لن تنجح رغم كل شيء٠٠ فكانتالقمة الوحيدة التي حضرها كم هائل بالمقارنةمع القمم الأخرى التي انعقدت في بلدان افريقية شقية٠٠ فقد اجتمع كل المشاركين على أن مالمسوه من الحكومة وشعبها من حفاوة استقبال وكرم في الضيافة، وتنسيق في العمل واستتباب في للامن أمر مختلف النظير ونادرا في مثل هذا النوع من القمم٠
النتيجة الوحيدة التي خرج بها الموريتانيون من القمة، هو اكتشاف هذه العزيمة القوية التي تقهر المستحيل ليستحيل إلى ممكنا، في أجيال شابة٠٠ لم ينل جحد الحساد في فرصة النجاح الباهر الذي تحقق في نجاح القمة وتألق الرئيس وحكومته وشعبه ضربا بالتراب وراميا بطول أطول ما هوطويل بالتنوع والكسل والانكفاء٠
لد تأكد جليا من خلال المفاجآت التي كان وراء تحقيق معجزة تنظيم قمة اقريقيا، وقبلها قمة الجامعة العربية، أن لا مستحيل في وجه الجرأة والعزيمة والإرادة التي تجرف كل العقبات، فيتحول المستحيل الى واقع يعيشه الجميع٠