طريق "روصو..انواكشوط"...الطريق الرابط بين العاصمة انواكشوط، وعاصمة ولاية الترارزة"روصو".. هذه الطريق التي يبلغ طولها 203 كلم والتي يقطن عليها أكثر من 200.000 من المواطنين السواد الأعظم فيه جمهوريين، أو موالين.. أصلحت الدولة منها على نفقتها ما يناهز 48 كلم.. بينما تبلغ المسافة المتبقية ما يناهز 155 كلم.. وكان من المقدرأن ينتهي العمل في المسافة المتبقي قبل سنوات.. لكن الجهة الأجنبية التي كانت قد تعهدت بالأشغال فيها تنازلت، والسبب حسب ما ورد عن مصادر مختلفة عدم دفع الشركة الأجنبية عمولة – سمسرة لرجال أعمال مقربين من النظام ووزير النقل - على المنقصة، أو مشاركة شركة الأشغال بنسبة كبيرة.
هذه الطريق التي أصبحت تعرف اليوم ب- طريق الموت أو الحياة في رهبة الموت- ففي كل يوم يعلن عن حادث مروع، وضحيا كثر من جراء تهالك الطريق التي هي الخط الوحيد القصير الذي يربط موريتانيا بالعالم في الجنوب، والشمال.. حتى أن البعض يفصل في سفره نحو الجنوب تجشم عناء طول الطريق التي تمر عبر المناطق الشرقية والمتعرجة نحو "روصو" من بقى، لأنها أكثر سلامة.
صمت مطبق عن الحديث حول طريق"روصو انواكشوط" من طرف الجميع، فلا النواب يثيرون الموضوع في القبة البرلمانية -إلا ما ندر-رغم ضرورة الحديث عنها.. فهي موضوع ملح بسبب المعانات التي تتسبب فيها يوميا.
حتى رئيس الجمهورية يجد أن الحديث فيها طرقه شكل من أشكال الخوض في موضوع قدرت له الدولة ميزانيته وهيأتله جميع الآليات الكفيلة بإنجازه.. ذلك لأن الرئيس لا يعرف أن وزير النقل ووزير الإسكان يخفيان عنه أنهما لم ينجزا شيئا في موضوع الطريق، وأنهما ماطلا الشركة التي تعهدت بالأشغال فيه حتى رفضت العمل فيه.. كما أن الجهة المراقبة تخفي عنه حقيقة ما يسببه فساد الطريق من أوجاع للمواطنين في الولاية وسكان غيرها من المدن الذين يسلكون الطريق.. ولا يخفى على الرئيس أن العمل في الطريق مشلولة، بسبب تعنت ورفض الوزارتين تنفيذ المشروع الذي يقضي بالعمل على إصلاح –طريق روصو انواكشوط- في وقت سريع.
إن من يسلك الطريق اليوم سيبكي كثيرا.. ويتوجع لما سيلاحظ من ما تسببه خسارة الطريق من كوارث يومية.. وعلى الرئيس أن يقف على ذلك ويقف ضد الذين يحاولون تشويه صورته من وزراء مقربين، وينجز ما وعد به من إصلاح للطريق.. ويجمع الجهود حتى يتغلب على أمرها.. ويسكت مواجع طريق "روصو اواكشوط".. إذا كان حقا يريد أن يبقى حسب ما يردد وزيره والناطق باسم حكومته.