أسس حديث الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عن الفكر السياسي للأحزاب الإسلامية وتفضيل ماتقوم به إسرائيل على مايقومون به، مثار حديث وجدل واسع على صفحات التفاعل الاجتماعي في العالم الافتراضي، والمواقع الاخبارية.. فقد انقسم الجدال بين منافحين عن ماكان يرمي إليه الرئيس ولد عبد العزيز بحديثه من انتقاد فكر الإسلاميين السياسي الذي ينهج سبيل الانحراف والغلو والفرقة وتقسيم نواة المجتمع المتماسك.
كما نوه البعض عن سبيل آخر يرون فيه أن الرئيس ولد عبد العزيز كان يريد بحديثه الجانب المتطرف من الإسلاميين- والإسلام بريء من أعماله- والذي كان وراء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، وتنظيم داعش في بلاد الشام وبلاد الرافدين، والجماعات المتطرفة في افريقيا- بوكو حرامن والشباب الإسلامي في الصومال- التي تعيث فسادا في المسلمين العزل، والمسيحيين أهل الكتاب المسالمين.. ولم يعني – حسب اعتقادهم – ما اعتبره البعض من أنه مساس من الإسلام والمسلمين.
كلام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حسب شق آخر من المتابعين جاء اعتباطا، وعفويا، وهذا يعني أن مقارنة الرئيس نهج اسرائيل بنهج الإسلاميين وتفضيل- نهج اسرائيل على التيارات الإسلاميين- بعبارة – الإسلاميين خير منهم إسرائيل- لا تعني الإسلام والمسلمين، وإنما يقصد بها اللذين يلبسون بردة الدين الإسلامي لممارسة السياسة، وليس الإسلام والمسلمين.. فالإسلام معتقد ودين أجل وأكبر من أن يستغل للعب السياسة، والفرقة والقتل.
لم يفوت المحسوبون على التيار السياسي الإسلامي تواصل الفرصة في تشنيع الكلام الذي بدر من الرئيس الموريتاني، فطفقوا يؤولونه ويسوغونه - حسب اجتهادهم- على كل الاتجاهات المناوئة للدين والمنحرفة نحو الضلال، وركوب رياح العلمانية والتطرف نحو التبعية للغرب.. ولهدف من وراء ذلك التشهير بالرئيس وتشويه صورته، والنيل منه، ليغطي المناوؤون في تواصل على حقيقة فكرة أراد الرئيس الموريتاني الكشف عنها يحاول الإسلاميون التحايل عليها، وهي حقيقة دعم التيارات السياسية الإسلامية للمتطرفين الإسلاميين- الجهاديين في القاعدة وداعش- اللذين يموت على أيديهم يوميا عشرات المسلمين في شتى إنحاء العالم، وهو فعل عجز عن فعله الصهاينة في إسرائيل، رغم كرههم الشديد للإسلام والمسلمين..فهل يكون الرئيس مخطئا إذا كشف الشياطين المختفين في بردة المسلمين..؟