يشهد قطاع الشرطة في موريتانيا وضعا من التحسن جعلته على قدر كبير من الجاهزية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة في ظل الانتشار الواسع لشبكات الجريمة المنظمة والعابرة للقارات، والتي تقف وراء الكثير من الأعمال الاجرامية الخطيرة وتسبب قلقا للأنظمة والحكومات في العالم، خاصة البلدان التي في مفترق طرق، وهمزة وصل بأوروبا، مثل الموقع الجغرافي للبلد الذي يجعله عرضة لهدف الشبكات العابرة للقارات.
لكن وعي القائم على إدارة القطاع جعله يسهر على إعداد وتكوين القطاع ليخلق منه قوة على قدر التحدي ومواجهة الخطر الذي يتسلل من كل الجهات، من شبكات إرهاب ومخدرات وتبييض الأموال السوسة التي تنخر اقتصاد العالم وتدميره.
فعلى مستوى الجاهزية عمل المدير العام على تأسيس البنية القاعدية حتى يؤمن للقطاع وجوده في كل الربوع وبذلك مكن -القطاع- من الحضور والفاعلية في عواصم الولايات والمقاطعآت، فشيد مقرات للمفوضيآت وأخرى للإدارات حتى لاتتداخل الوظائف وتسير الأمر على نظام متكامل، هذا فضلا عن التكوين المستمر والذي استفاد منه القطاع خاصة في مجال البحث العلمي في البصمات، ومجال المعلوماتية، وخلق تعاون بين القطاع وشركاء أجانب في مجال التكوين وصيانة المنشآت.
كما عمل المدير على التحديث من فكر أفراد القطاع لفهم واستعاب دور القطاع والمطلوب منه في ظل العولمة والديمقراطية، و مجال حقوق الإنسان والحفاظ على الكرامة الإنسانية بناء على مفهوم ديمقراطي يحقق الأمن و السليم.
وهذا ماحقق لقطاع الشرطة الموريتانية الآن وحسب جميع جميع المراقبين في العالم تقدمالعربي كبيرا على عكس ما كانت عليه في السابق، بحيث كان القطاع يعيش حالة من الترقب والأمل لانهاية له بسبب الفساد المستشري في مفاصله، وسيطرة مجموعة خاصة تتبادل على العبص بمقدراته مما جعل القطاع يتدحرج نحو الأسوأ حتى أشرف على الهلاك.
ولاشك أن الحالة التي يشهدها قطاع الشرطة اليوم من حيوية وحركة خاصة في مجال الاكتتاب الذي كان قد توقف لسنوات عديدة على جميع المستويات( المفتشين والضباط) والكم الكبير الذي تم اكتتابه من الوكلاء دليل على عودة الحياة للقطاع ومحاولة قوية من مديره للدفع بالقطاع نحو الأفضل، والر فع من مستواه ليكون على قدر التحديات التي تواجه البلد والمنطقة من حوله.
وقد تكلف المدير من أجل أن يصل القطاع هذه المرحلة المتقدمة فاتورة كبيرة من الجهد والمتواصل أناء الليل وأطؤاف ابنهار حتى يجنب القطاع مغبة نتائج صراع ملتهب بين الأجنحة داخل الإدارة، والتي كانت وراء ما وصل إليه القطاع من ترد وانهيار، فالتجاذب بين الأجنحة التي خلقلتها الأنظمة المتعاقبة شكلت عقبة قوية أمام سياسة الإصلاح التي جاء المدير العام لتحقيقها.
قد كان القطاع قبل مجيئ الجنرال ولد مكت موزع بين أشخاص يوجهون مقدرات القطاع الهائلة لمصالحهم الشخصية، و يستغلون افراده كما تستغل المماليك مستخدمين سياسة الترهيب والإقصاء والتهميش لذلك.
واليوم تحتفل الشرطة مع غيرها من الشرطة العربية بعيد الشرطة العربية، بشموخ وفخر واعتزاز بذاتها ووجودها الذي تحقق بفضل خبرة ووطنية مديرها الذي سعا- رغم جميع التحديات والعقبات- في آخراج القطاع من ظلمة الانهيار والزوال إلى نور الوجود ومواجهة التحديات. .. فهنيئا للشرطة الموريتآنية بمناسبة عيدها.
م.أ. حبيب الله