سعدان... فتاة في مقتبل العمر، تخطو في سنتها السابعة عشر، تعيش حالة من الاكتئاب الشديد، الملاحظ عليها من قبل صديقاتها في حي (محسونة )وزميلاتها في إعدادية المقبرة.. فما يحصل علبه والد الفتاة من مهنته المتواضعة لايكفي لحاجات الغذاء اليومي للأسرة التي تتكون من ثمانية أفراد من غيرها.. مظهر زميلاتها في المدرسة وهن يختلفن في أنواع الملابس، جعلها تصاب بعقدة من اصطحابهن، ومجالستهن، خاصة أن حديثهن لا يفتر عن موضوع الأناقة والحديث من الموضة.
رغم تفوق سعدان في الدراسة على زميلاتها، وحب الأساتذة لها من بين تلاميذ فصلها، فقد كانت مضطربة، تشعر بنقص بين زميلاتها، ففقر والدها الذي جعله يعجز عن شراء فساتين وملاحف لها مثل ملاحف وفساتين صديقاتها، وزميلاتها في المدرسة ولد فبها فكرة الانقطاع عن المدرية، وملازمة الببت..لكن فكرة أن تغطي على عجز والدها بالعمل لتكسب من المال ماشتري منه الملابس والحاجات الضرورية للدراسة،جعلتها تعدل عن الفكرة الأولى فصارت تأخذ القماش وتخبطه،ومن ذلك وجدت حركة النقود سبيلا إلى يديها، وشيئا فشيئا غيرت من وضعيتها، وصارت تظهر في ملابس أنيقة، أضافت رونقا على جمالها، وتنبه الشبان إليها وتدافع الشبان الذين كانوا يتهربون من الحديث اليها، ويلهثون وراء زميلاتها يتقربون ويطلبون ودها.ومرت السنة تلو السنة وتجاوزت سعدان مرحلة الثانوية بامتياز وفقها للحصول على منحة خارج البلد.. وودعت أسرتها بدموع ملتهبة كقطرات من السعير.. وهي تستقل الطائرة في اتجاه سوريا.
ومرت سنوات الدراسة في سوريا سريعة، وحصلت سعدان على شهادة اختصاص في المعادن، وعادت إلى أسرتها لتعيش معها أحداثا مرة بدأت بوفاة والدها، و اثنتين من أخواتها بسبب داء اجتاح أحياء الحي إثر سيول نتجت أمطار غزيرة، وما كادت دموع الأسرة تجف حتى استأنفت البكاء على فقد الوالدة التي كانت تصارع داء عضالا لم تخبر عنه حتى ماتت بسببه.
ولم يبق للأسرة التي تتكون من أربعة أفراد غيرها... وزعت سيرتها الذاتية على مجموعة من الشركات التي تعمل في التنقيب، وشاركت في مسابقات أعلن عنها، وفي كل مرة كانت تعود خائبة.. واضطرت حتى تؤمن العيش الإخوتها العمل في ورأقة.... وخلال عملها في الوراقة تعرفت على رجل كان من زبناء الوارقة، ناشطا في المجتمع المدني، ورسم لها الرجل الذي تقرب منها، وتودد حتى تمكن من السيطرة على قلبها، مستقبلا جميلا من خلال العمل معه.....تالع