الحوادث- يعيش مركز "تكنت"الإداري التابع لمقاطعة المذرذرة حالة نادرا ما يعيشها مكان من الإهمال والتهميش بفعل سيطرة المتنفذين من رجال الأعمال، وغياب قوة الإدارة تحت ضغط هذه الطبقة.
فرغم ما كان مفترض من استفادة المركز من موقعه الاستراتيجي حيث يقع بين مفترق طرق في منتصف بين "لكوارب" على ضفة النهر جنوبا، والعاصمة السياسية انواكشوط شمالا،وشاطئ محيط يزخر بثروة هائلة من الأسماك النادرة، كما يتربع على مخزون من المياه الجوفية العذبة جذبت رجال الأعمال من المستثمرين في صناعة المياه المعدنية، ومع ذلك يعيش سكان المركز نسبة عالية من الفقر و البطالة، دفعت بهم إلى الهجرة،ليستفيد من خبرات المدينة أجانب وجدوا الكسب من ما تدر به المطاعم وبيع الوجبات السريعة منفذا للاستقرار بالمدينة والكسب فيها.
هذه الحالة التي يعيشها سكان المركز من وضعية مزرية والتي كانت سببا للاستغلال من طرف رجال الأعمال والمتنفذين، ترجع إلى سياسة المتاجرة بالمواقع الاستراتيجية التي انتهجها العمد السابقون، والذين من ضمنهم -طبعا-العمدة المنصرف أخيرا،فلم يتركوا هؤلاء العمد للسكان الأصليين موطئ قدم للاستفادة من السوق الذي ينحصر في رصيف شارع يخترق صدر المدينة.
كما لم تستفد المدينة في فترتهم من بنى تحتية تشجع الحركة الثقافية بين شباب المدينة،مثل دار للشباب، وملعب رياضي.
التعليم .. طاقم مشغول في التجارة..وتمالؤ الإدارة والتفتيش..!؟
كما شمل الإهمال التعليم الذي عاش، ويعيش هو الآخر أسوأحالآت الاهمال، خاصة بعد أن توجهت نسبة كبيرة من المعلمين في مدارس التعليم الأساسي، وكذلك التعليم الإعدادي و الثانوي في مؤسسات المركز إلى ممارسة التجارة، وجمع المال من البيع في محلات لتحويل الأموال، وبيع الهواتف، والملابس، الأمر الذي ترك فجوة كبيرة في التعليم، حتى أن بعض المدارس تم غلقه، وبعضها يعيش حالة موت سريري، مما دفع بذوي تلاميذ هذه المدارس إلى هجر القرى إلى العاصمة..والغريب أن الإدارة الجهوية والمفتشية بالولاية على اطلاع بالوضع المزري مما يؤكد تمالئهما، وفتحهما الباب على مصراعيه للمعلمين والأساتذة لمغادرة التعليم ولانشغال بممارسة المهن الحرة،وذلك بالتغطية عليهم.
الإدارة والسلطة... في خدمة رجال الأعمال والمتنفذين، ضد الضعيف..!.
وللإدارة التي تمثل السلطة والمتجسدة في رئيس المركز دور كبير في منهجة استغلال الوافدين للمركز، والتعاون معهم على الاستحواذ بطرق ملتوية على الأراضي من السكان الأصلين... وتمالئ مع المتنفذين ورجال الأعمال ضد الطبقة الهشة والفقيرة، الأمر الذي خلق الكثير من المشاكل والخلافات داخل المركز، أدى الكثير منها إلى توتر وعنف بين البعض من سكان المركز،- خاصة في ظل رئيس المركز الحالي- لبسط سيطرة رجال الأعمال والمتنفذين، والذين هيمنوا من خلال مساندة الإدارة .. وهذا ما كشف عن بعضه البحث في القضايا العالقة حول الخلافات التي نشبت أخيرا، والتي منها قضية" أحسي البكاي "التي انجر عن تفاعلها موت صبية حرقا في النار.
الأمن المفقود.. سببه الدرك المشغول بقضايا رجال الأعمال والمتنفذين..!؟
وضعية الأمن المفقود في المركز هي الأخرى موضوع شائك حيث يعيش المركز حالة ازدياد مضطردا في السرقات وانتشار المخدرات، رغم وجود مكتب للدرك كان من المفترض أن يسلط الأمن ويتابع المنحرفين واصحاب السوابق، لكن انشغاله في متابعة القضايا التي منها الاستفادة مثل نقاط التفتيش في المداخل، ومتابعة قضايا المتنفذين من رجال الأعمال والوقوف عند خدمتهم، جعل الأمن مفقودا مما أسفر عن انتشار الجريمة.. بعض الدرك من الذين عملوا في المركز استفادوا كثيرا بسبب علاقتهم برجال أعمال في المركز....الخ