الحوادث- شكل القرار الجريئ الذي كشف عنه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، و الذي أكدفيه بما لايقبل الشك عزمه على مغادرة كرسي الرئاسة،وعدم الترشح لمأمورية ثالثة تمشيا معمقتضياتالدستورالموريتاني،ضر بة قوية داخل صفوف نواب الحزب الحاكم، الاتحاد من أجل الجمهورية، والذين نصبوا أنفسهم نوابا عن الشعب الاختراق الدستور تملقا ومحابات لولد عبد العزيز الذي أعلن براءته من أي دور له سرا أو علانية في تحريك المطالبين بتغيير الدستور.
هذا القرار أفسد أيضا في يد المعارضة في المنتدى الوطني للديمقراطية برنامجا كانت تعد للعمل عليه سعيا منها لتلويب الشارع ضد ولد عبد العزيز ، مما جعلها تعيش دوامة من التخبط تغطي عليه بالانشغال بالتوحد والبحث داخلها عن شخص تتوحد عليه في الانتخابات الرئاسية.
في ظل هذه الصدمة التي أربكت الشارع، تعيش الوضعية السياسية حالة من الركود، جعلت المهتمين والمتابعين للشأن في حيرة من توجه البلاد، والعجز عن رسم صورة للرئيس المقبل الذي سيخلف لد عبد العزيز على كرسي الحكم.
يختلف البعض في النظام والمعارضة حول شخص الرئيس المقبل فجل المدونين الموالين للجيش يقترحون تقديم الجنرال ولد الغزواني في الانتخابات الرئاسية، و يعزز هؤلاء اقتراحهم بعلاقة الرجل الوثيقة بولد عبد الغزيز ،والتي يحفظ بموجبها ولد الغزواني صديقه ورفيق دربه من أي محاسبة أو مكره قد يلحقه من المناهضين له في حالة انصرف عن الحكم.
هذا الاقتراح ليس يتيما في الساحة، فهناك من يرشح ولد ببكر رئيس وزراء سابق في عهد معاوية، ومن يرشح ولد محمد لغظف رئيس وزراء سابق ووزير في حكومة عزيز، كما يمتع أيضا بعلاقة خاصة جدا به، ترشح لدى البعض أنه ربما يكون مرشحه في الانتخابات..اقتراح آخر بترشيح الدكتور أحمد اسلك ولد ازيد بيه سفير موريتانيا في المملكة الابريطانية، ولديه هو الآخر أنصاره، خاصة أنه يعد من المقربين لولد عبد العزيز، ويقرأ الكثير إبعاده عن المشهد السياسي بأنه تمهيدا لترشيحه،فحسب أصحاب هذا المقترح تقديم ولد ازيد بيه له ما يبرره من حكمة ودبلوماسية لدى الرجل.
كما تعيش المعارضة مشكل مماثل يتجسد في افتراح أشخاص من لدن الشارع ضمن هؤلاء بيرام ولد اعبيد لذي يحاول حزب الصواب أن يوحد حوله الأحزاب في المنتدى،رغم المعارضة المتوزعة داخل الممتدى فبعضهم ينادي بترشيح الدكتور محمد ولد مولود،والبعض بترشيح ولد منصور، والبعض صامت يبحث عن طريقة يعود بها إلى النظام.
لا تبشر الصورة القادمة التي يعيشها المشهد السياسي بظهور خارطة واضحة يمكن أن تظهر من خلالها الطريق التي تقود نحو تجسيد صورة الرئيس المقبل لموريتانيا،بعد ولد عبد العزيز.