يرسم الدكتور برار ولد تارو مع كل إشراقة شمس البسمة ويعيد الأمل بعد اليأس.. فقلبه العامر والمتدفق كشلال "تكانت" بالرأفة والإحساس ومحبة فعل الخير ونشره تيمنا بجده الشيح سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم، جعله وجهة العجزة والمحتاجين من الذين أظلمت الحياة في وجوههم، وضاق بهم السبيل إلى نفق مظلم مجهول.
عشرات القصص يحكيها أصحابها عن ما يحمله الشاب الدكتور برار من قلب مفعم بالرحمة والبحث عن صناعة السرور والفرحة بين الناس.
نفرد إحدى هذه القصص في عمود اليوم، تسردها عجوز من سكان الترحيل حيث يخيم البؤس، والتعاسة والحرمان، ويضرب الفقر أطنابه .. تقول العجوز إن لديها درة يتيمة هي كل ما لديها في الحياة، تعرضت لورم في الفم انتشر ليتحول إلى عاهة تؤلمها منها لثتها، وطال الألم أسنانها، وهددهم بالسقوط، الأمر الذي قد يؤثر على خلق الفتاة التي على عتبة الزواج.
ولتعالج العجوز ابنتها باعت كل ما تملك، وصرفت ما حصلت عليه من المساعدات في عيادات أكبر الأخصائيين في طب الفم والأسنان.. لكن لم تسفر علاجات هؤلاء الأطباء وما كتبوه ووصفوه من فحوصات وتحليلات عن علاج لفم الفتاة التي تطورت حالة فمها إلى حالة نفسية أقعدتها عن الدرس، وقطعت كل علاقاتها بمحيطها الاجتماعي، وانزوت في غرفة لا تلتقي بأحد ولا يلتقي بها،خلف باب مغلق، غارقة في بحر من الدموع.. وتأثرت العجوز بالواقع المر الذي تعيشه ابنتها.. وبينما هي بين الخوف والرجاء في حالة من اليأس والقنوط يرثى لها، تحركت مشاعر الجيران من حولها،فأشار عليها أحدهم - من الذين سمعوا عن إنسانية الدكتور برار وحبه لعمل الخير ومساعدة المحتاجين - أن تزوره في عيادته (فتح مكة لطب الأسنان في حي كرفور بين ملتقى أم قصر وإعدادية عرفات 2 على سوق مكة).
لم تتردد المسكينة في زيارة عيادة الدكتور الذي فاجأها بحفاوة واستقبال منقطعي النظير رغم الجمهور الذي تغص به قاعة الانتظار في العيادة، واستمع إليها بعناية فائقة، مركزا ذهنه وعقله على كل كلمة تقولها وهي تعرض عليه حالة ابنتها التي وقفت عاجزة عن عمل شيء فيها.. بل فرحت المسكينة فرحا كبيرا عندما تعهد الدكتور بعلاج ابنتها حتى تشفى مجانا، وطلب منها من غير مقدمات ولا أعذار أن تحضرها للعيادة في اليوم الموالي.
وتابع الدكتور علاج الفتاة حتى شفيت تماما من الورم الذي انتشر في فمها وهدد أسنانها بالسقوط..حتى عادت الفتاة إلى طبيعتها،وخرجت من الدائرة المظلمة التي خلقتها لها حلة فمها.. واستأنفت درسها في المدرسة، وعادت درة تضيء في محيطها الاجتماعي كما كانت.. وتلهج العجوز المسكينة بالثناء على الله والشكرللدكتور وهي تختم قصة ابنتها التي عاشت لحظات مأساوية كانت ستودي بها.. لولا عناية الله .. وأنامل الدكتور برار الذي أعاد البسمة للبنت والفرحة والسرور لوالدتها العجوز بعد أن فقدت الأمل ويئست من شفاء ابنتها.