يعقوب.. طفل في السابعة من عمره ولد في حي فقير من أحياء الترحيل،بين أسرة معدمة والدها يعمل حمالا بين مايزيد على خمسة آلاف حمال في ميناء الصداقة،والدته تعمل في بيع دقيق النبق في كشك تحصل خلال يوم كامل على مبلغ في أقصى الحالات 200 أوقية قديمة،..والوالد قد يحصل على يومية تصل إلى 1000 أوقية قديمة، وقد تمر عليه أيام من غير أن يحصل على شيء،وقد ينتظر أياما في الطابور وقيل أسابيع، في كل يوم يعود خالي اليدين.
فتح الطفل عنياه على هذه الوضعية، فازدرد مرارتها مثل الكثير من أقرانه الذين يعيشون وضعية مماثلة. .برنامج يعقوب أن يرافق أقرانه من أطفال الحي يلعبون بالعلب الفارغة التي التقطوها من القمامة،أو يركض خلف السيارات ويتعلق بمؤخرتها،حتى يقطع مسافة ويعود إلى زملائه مغمور بفرحة نجاحه في التعلق وقطع مسافة على متن السيارة في غفلة من قائدها..ويعود في المساء وقد أخذ التعب منه مأخذا ويسقط متهالكا في طرف من الغرفة في انتظار العشاء الذي قد يجده وقد لا.
يسمع يعقوب من خلال حديثه مع أقرانه في الحي عن أطفال يحتفلون بذكرى ميلادهم، و يأكلون انواع الحلوى اللذيذ،بهذه المناسبة وقد لبسوا أغلى الثياب وأجوده.. وانهم يتعلمون في مدارس نظيفة.. ويحلم يعقوب باليوم الذي يحتفل فيه بذكرى مولده الذي لايعرف والده تاريخه، فيأكل الحلوى الذيذ،مرتديا ملابس جديدة،وبين أقرانه.. ويتعلم في مدارس تعنى به...ويحلم .. ويحلم. ..وبحلم.