رمضان في الأحياء الشعبية .. مرارة الجوع في غياب المنظمات الخيرية

ثلاثاء, 05/14/2019 - 17:48

الحوادث- يعيش سكان الأحياء الشعبية في أطراف العاصمة نواكشوط رمضان في جو من السكينة التي يطبعها الهدوء الذي تفرضه الحالة المعيشية القاسية، فجل ساكان الأحياء حالة متقاربة في ظل البطالة المنتشرة والحالة الاقتصادية الراكدة للبلد.. فسكان هذه الأحياء غالبيتهم كان يعتمد في  الموائد التي كان يصوم عليها من جمعيات خيرية كانت توفر له الجزء الكبير من المواد الضرورية لغذاء رمضان مثل الالبان والحوم والخضروات.

لكن صوم سكان هذه الأحياء شبه المنسيةمن طرف النظام المشغول في الانتخابات والحملة لمرشحه،  لرمضان هه السنة يختلف عن سابقيه، حيث يجد المواطنون في هذه الأحياء انفسهم مغلوبين على أمرهم  بسبب العجز عن توفير تمرات ولقيمات يقيمون بها  ظهورهم على إداء صوم شهر رمضان الكريم، حتى الأغنياء في الأحياء الغنية (تفرغ زينه) لايلتفتون عليها ولو بصدقة يطهرون بها الأموال التي يهدرونها في التبضع في الخارح، أو يتذكرونهم ببعض من الطعام الذي يرمونه في الشوارع بعد شبعهم.

سكين سيدة في الخمسين من العمر تعيل على اربعة أطفال اثنين منهم يعشان حالة مرضية مزمنة يترددان على مصحة لتصفية  الكلى كل اسبوع أو أقل ،مات عنها المعيل قبل سنوات وتركها تجابه صروف الحياة وحدها تكدح لتحصل على لقمة لغذاء الصغار الذين ينتظرون عودتها بعد يوم طويل من الجوع.. قالت السيدة في حسرة وكثير من الاسف على انقطاع المعونة التي كانت تحقدمها منظمة خيرية للأطفال تساعدهم على العلاج والغذاء ومتابعة الدراسة بالنسبة للقادرين على ذلك، لا تعرف سبب الانقطاع المفاجئ الذي أخبرها به المسؤول  عندما زارته الموعد المقرر لتستلم المعونة. 

وتتنفس المسكينة بحرارة وهي تتذكر انقطاع المساعدات التي كانت توزع على مثيلاتها من المعدومات في الحي من قبل هيئات خيرية  أخرى خلال شهر رمضان، حيث كان ما يحصلون عليه من هذه المنظمات يمكنهم من تموين الأغذية للصوم، عكس ما يعيشوه خلال رمضان الحالي الذي يمر عليهم في حالة ضيق وسغب.

المصطفى شيخ في السبعين من العمر متقاعد من الجيش يعيل أسرة من بينها أطفال صغارر وبنات في سن الزواج رغم قناعته بالحالة المرة التي يعيشها، فهو غير راض عن ما اقدمت عليه الدولة من إغلاق للمنظمات الخيرية التي كان يحصل منها على مساعدات  تساعده واسرته على صيام رمضان، مع أنه لا يعرف منطلقها ولامن يديرها، فالذي يعرفه عنها أنها تعمل عمل الخير  الذي كانوا يحصلون منه على بعض ما يخفف عنه وجيرانه من ضائقة الفاقة خاصة في شهر رمضان الذي تزداد فيه الحاجة الى الاكرام بسبب نفقاته الكثيرة.

الأمل الوحيد الذي كان يترقبه هؤلاء السكان للتخفيف عليهم من الارتفاع المذهل لاسعار المواد الضرورية محلات أمل التي تفتحها مفوضية الأمن الغذائي، لكن هذه السنة جاءت على غير ما اعتادوه في السنوات الماضية فقد اختفت المواد الضرورية مثل البطاطس من المحلات رغم انه في الفواتير، واعتمد المحلات على بيع الأرز وبعض المواد الأخرى..

ويحس سكان الاحياء بمرارة التغييب .. وقساوة الحياة في ظل غياب الدولة، وشعورها بأنهم جزء من رعيتها