سألتني أمي ذات ليلة لِم لم أرثِ خالي
وخالي هو الذي تغني به الحاضر والنادي... وهو حقا كما يقول المثل " الفرع الِ أَكبر من واد "
فأجبتها :
أنا من مات = ومن مات أنا
لَقي الموت = كلانا مرتين
__________
فَقدُ الخال كَفقد لأب لايُحْكَى وألَمه أكبر من الكتابة وأعظم من الوجع..و ليس الوجع في أيام الفقد الأولي فحسب بل لاحقا حين تتوالي أيامك فتجد أَن أول رحيم بك بعد أمك قدْ رحل!
رحل الشيخ محمد لمين إلى بارئه. وبقيت أعماله الصالحة شاهدة للعيان.
رحل الشيخ محمد لمين وغابت شمسه فأظلم ليل مجتمعه.
رحل الشيخ محمد لمين ^وَاصل الرحمه بَعدهْ وَالغفران^.
أربعين يوما مرت على وفاته حاولت مرات ومرات الكتابة عن فَجيعتيِ فلم أقدر علي الكتابة لأن حياته حياة مجتمع بأكمله .
فحسبك ان الشيخ محمد لمين لامثيل له في زماننا خَلقاً وخُلقاً.. فاهو كالمشكاة المنيرة و كالشمس في الظهيرة.
ولدَ الشيخ محمد لمين ول احمد زيدان منتصف القرن التاسع عشر .
لأبيه محمد عبد الله بن محمد لمين بن احمد زيدان بن جدو بن عبد الله بن سيد الوافي الولي الصالح المعروف
.ولأمه توت بنت الناجي بن سهلي بن بوكرن بن سيد عبد الله القاضي بن القاضي الإيديشفي
ويعتبر جده لأمٍه الناجي بن سهلي بن بوكرن من اكثر رجال العصره علما وتدريسا للقران الكريم وعلومه وقد ترك ذالك سنة باقية في عَقِبهِ حسب ماذكره المختار ولد حامدون عنه في كتابه "حياة موريتانيا " الجزء السادس الصفحة ١٥٤.
وللشيخ محمد لمين أخ واحد يدعي الطيب إمام مسجد بكيفه وقد إعتلي وظائف حكومية في سلك التعليم ويقيم حاليا بها .
وله من الأخوات اربعا وهم كلا من الفاضلات:
اماتن ، وداند ، وكله ،و الصحه وتوفيت الأخيرة في شبابها ابدل الله لها شبابها بالجنه.
وخلف الشيخ محمد لمين كلا من السادة :
الطيب، ومحمد عبد الله الملقب (البصيري) خؤولتهم من قبيلة ( مسومه ).
والناجي ، والحسين ، ومحمد، واحمدناه، واحمدزيدان، وخؤولتهم قبيلة ( إيديبوسات).
والمختار ،والدته من (أولاد ابراهيم).
وكانوا جميعهم اقمارا خلقا وخلقا وساروا علي أثر والدهم حذو النعل بالنعل في حب الأهل وخدمة المجتمع.
وقبل أن يبلغ الشيخ محمد لمين الحلم بعد تجاوز أقرانه في النبوغ في النباهة والحكمة إلي أقران أبيه.. فحمل بقوة وعزم هموم مجتمعه ومصالحهم بماله وجاهه وحكمته حتي شيد لهم السمعة الطيبة والمجد الرفيع في كيفة و الركيبه عموما .
ليس ذالك فقط بل واعان الفقير الضعيف..فكان للكبير إبنا وللصغير أبا وللصاحب أخا وللأخ صديقا.
كان بشوشا لطيفا رفيقا مليحا فصيحا جم الخصال..كريما فلا يصف كرمه الواصفون .
لقب بالشيخ " بعد توليه زعامة قومه ايام الإستعمار الفرنسي1920م - 1960 م .
و عاصر الشيخ محمد لمين كلا من العلامة والقاضي محمد لمين ولد الشيخ احمد وكان يعتبر من رفقاء دربه وصدف ول الشيخ احمد ومحمد محمود ول محمد الراضي وميمين ولد سيد ابراهيم وابنه محمدو ولد سيد ابراهيم .
ولقد عرف مجتمع الشيخ بأهل سيد الوافي في كيفه وتكانت وهم أبناء الطالب محظره الجكنين نسبا والبوصادين وطنا وخؤولة أغلبهم .
كما ذكر المختار ولد حامدون في كتابه حياة موريتانيا الجزاء السادس تجكانت الصفحة ١٩٦.
وقد مدحهم المختار ول حامدون في نفس الكتاب بقوله { أبناء سيد الوافي لولا أصالتهم ومجدهم لندثرو في إيديبسات }
عاش الشيخ محمد لمين بن احمد زيدان عمرا قدر بسبعين عاما قضاها كلها في خدمة مجتمعه وأبناء عمومته فرحم الله من أمضي ساعة في خدمة اهله .
ورحمة الله تعالي وبركاته علي من قضي عمره في خدمة مجتمعه كالشيخ محمد لمين ول احمد زيدان
ولأنت حقا كما قال الشاعر :
ماكنت اعرف قبل دفنك في الثرى إن الكواكب في التراب تغورو
كتبه/سيدي محمد ولد أمين