حدث في يوم الاحد الموافق 02/6/19 وبينما أقود سيارتي مروراً بتقاطع الطريق المعروف (بكرفور بانا ابلانه ) الساعة الخامسة مساءً متوجهاً الى مقر عملي مررت من أمام سيارة مدنية من نوع V8 بيضاء اللون يقودها رجل بزي مدني في الخمسين من عمره اتضح فيما بعد أنه العقيد محمدو ولد ايده بعد ذلك التحق بي ونظر الي وقال باللهجة الحسانية " انت اعويكب يلي يوضعك ان شاء الله " فأجبت باللهجة الحسانية ايضا " اعويكب الا انت " واوقفت سيارتي واوقف العقيد سيارته امامي ليسد علي الطريق فنبهته عن طريق منبه السيارة فلم يفتح لي الطريق فأرجعت سيارتي الى الوراء وفتحت الطريق عن نفسي ثم توجهت الى تقاطع الطريق المعروف (بكرفور BMD ) واوقفت سيارتي الا انني فوجئت بسيارة الدرك متوقفة بجانب سيارتي يقلها اربعة دركيين نزل منهم اثنان وتوجه احدهما الي وقد اتضح فيما بعد انه يدعى اباه وسألني هل انت مالك هذه السيارة فأجبته انها فعلا سيارتي فأخبرني ان فرقة الدرك تطلبني واستغربت من ذلك وسألت عن السبب لأني لم أرتكب أي جرم يتطلب التحقيق معي وتوجهت الى قائد الفرقة الموجود بالسيارة لأسأله عن السبب فأخبرني بما أخبرني به زميله فأمتنعت من الذهاب معهم قبل ان اتصل بأحد الاخوة هاتفيا لأخبره بما حدث فمنعني الدركي المدعو أباه وهددني بسلاحه الذي من نوع P A لأجد نفسي مرغما على الذهاب معهم فأستقليت سيارتي وتوجهت الى فرقة الدرك حيث وجدت سيارة V 8 المذكورة متوقفة امامها وبداخلها نفس الرجل الذي سبني وشتمني عند كرفور بانا ابلانه والذي قمت بالرد عليه بالمثل امتثالا لقول الله تعالى : (فمن اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) وقوله أيضا : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ).
ثم توجه الدركي اباه الى العقيد محمدو ولد ايده متحدثاً إياه باللغة الفرنسية " mon colonel " هل هو نفس الشخص الذي تورطتم معه فأجاب العقيد فعلا هو نفسه ثم قال له العقيد ادخله الى مقر الفرقة ، وبالفعل ادخلوني وكان الدركي أباه بجانبي الأيمن بينما يمسك الدركي سعد بوه ولد البخاري بجانبي الايسر ثم توجه الي العقيد محمدو ولد ايده وقال باللهجة الحسانية (يل اكصر عمرك مصح نفسك انت الا مطلوس اهدادة اف لدمية) وصفعني على الوجه عدة مرات بيديه اليمنى واليسرى حتى اصبت بالدوران وفقدان الوعي وامر الدركيان الآخرين بضربي فانهالا علي بالضرب المبرح والشتم المقذع وكان ذلك بحضور مساعد قائد الفرقة وكان الدركي اباه يضربني بيده اليمني ويمسك في الوقت ذاته مسدسه بيده اليسرى فباشروا بضربي واستمروا في ذلك ساعات حيث خلعوا ثيابي واخذو اغراضي الشخصية وهاتفي المحمول وبعض النقود كانت بحوزتي بعد ذلك ادخلوني في بيت مظلم نتن الرائحة ولاتوجد به أية تهوئة (نافذة) ولافراش ثم واصلوا ضربي وتعذيبي ودخل علي العقيد المذكور ووجه لي كلاماً نابياً وسباً وشتائم متتالية ثم ضربني عدة ضربات كذلك، وبقيت في ذلك البيت حتى الساعة العاشرة ليلاً ، علماً بأنني كنت صائماُ فقد كان ذلك في رمضان، ولم يقدموا لي الفطور ولو قنينة ماء لأشرب وإنما يأتونني من حين لآخر ويقولون لي لن تخرج من ذلك البيت الا إذا قدمت اعتذاراً مكتوباً للعقيد وفي كل مرة امتنع من ذلك حتى أحسست بالخطر إذ لم آكل او أشرب منذ حوالي 24 ساعة ولم أستطع ان اتصل بأهلي فأضطررت لأن أقبل الإعتذار الذي أملوه علي شفهيا لأكتبه واوقع عليه مكرهاً ، ثم اطلقوا سراحي وسلموني اغراضي الشخصية ومفتاح سيارتي وخلوا سبيلي.
وبعد خروجي لم استطع القيادة فجلست بعض الوقت في سيارتي لأستريح فيها لأنني كنت مرهقاً من شدة الجوع والعطش وآلام الضرب والتعذيب ثم اتصلت على أخي فجاءني وذهب بي الى المنزل لتناول الفطور ثم ذهب بي بعد ذلك مباشرة الى الحالات المستعجلة وقابلت الطبيب الذي اعطاني وصفة طبية فقد كنت مصاباً بالدوران وأشعر بآلآمٍ في الوجه والظهر والكتفين والقوائم خاصة من شدة التعذيب والضرب الذي ألحقوه بي.
نقلا عن المراقب