ظهور ولد ببكر(ولد بوسالف) على أكتاف إتلاف من ولد بوعمات والشافعي والإسلاميين في (تواصل) وتجليات التناقض بين لإتلاف يعيد إلى الذهن قصة تحكي عن إتلاف عصابة من تجار مع رجال دين ووزراء وقادة ضد ملك أبعدهم عن بلاطه لسمعتهم السيئة.
ملخص هذه القصة أن شعبا كان يعيش في دعة ورخاء في كنف ملك عادل وفي لشعبه. إلا أن الوزراء والقادة ورجال الدين المبعدين من البلاط استعانوا بتجار وفدوا من خارج المملكة حتى تسللوا إلى المفاصل الحية من المملكة فتقربوا من رئيس وزراء الملك ومستشاريه وقادته وتجار نافذين بمعنى أنهم زرعوا في بلاط الملك مفسدين عاثوا فسادا ونهبا وظلما وجورا في المملكة حتى تنمر المواطنون على الملك وتظاهروا للمطالبة بإزاحته.
عندها ظهر عناصر العصابة كالملائكة في مسوح الرهبان تقطر قلوبهم رأفة ورحمة يلهثون مع المواطن المخدوع حتى وصلوا إلى السلطنة.
فهل يمكن إسقاط مدلول هذه القصة على ولد ببكر وأتلافه من التجار الوافدين والوزراء والضباط ورجال الدين السيئ السمعة.؟؟.
...
لم يكن سيدي محمد ولد ببكر ولد (بوسالف) بمنأى عن الفساد الذي شهدته موريتانيا خلال حكم ولد الطائع والذي أسس لبناء قاعدة من المجتمع الإقطاعي والبرجوازي اعتمد عليه في ترسيخ حكمه الذي دام بفضل هذا التنظيم ما يناهز عقدين ونيف من السنوات شهدت فيهم موريتانيا أحلك الظروف وما طبعها من فقر وظلم واستبداد.
فلا أحد يتذكر موقفا لسيدي محمد ولد ببكر -الذي يقف اليوم على المنابر وحوله هالة من المطبلين والمزغردين والمصفقين - عارض فيه أو انتقد أو تبرأ من صورة من صور هيمنة واستبداد ولد الطائع.. بل كان مثل جميع من حوله اليوم من وزراء وتجار وضباط واكبوا نفس الفترة منافقا محابيا.. يثمن كل ما يخرج عن ولدالطائع من قرارات.. ألم يجز – وهو رئيس الوزراء- من غير تبرم ولا تنكب ترسيم العلاقات مع الكيان الصهيوني بعبارته المشهورة( إنه قرار شجاع سيخدم القضية الفلسطينية)؟..وهو الرجل القومي الذي يتألم للقضية ويبكي جراحها بحبره وسلسل شعره؟.
ألم يكن ولد ببكر رئيس وزراء حكومة ولد الطائع التي آذت الأبرياء والعلماء ولفقت لهم تهم الإرهاب والانتماء للقاعدة، ورمتهم في غياهيب السجون لسنوات طويلة.. وتنكرت للقضايا الإنسانية، فعذبت الضباط والجنود ورمت بهم في سحيق مجاهل الصحراء بتهمة التخطيط لانقلابات مزعومة على ولد الطائع.
أين كان ولد ببكر(ولد بوسالف) من الاقتصاد الذي انهار في فترة رئاسته للحكومة والأضرار البالغة التي لحقت المواطن في الأرياف والمدن النائية بسبب ضربات الجفاف واضطرته للهجرة إلى المدينة مرغما؟..هل واجه الظروف بسياسات تنموية خلقت الأمل لدي المواطن وأعادته ليستقر في رخاء ودعة؟.. أم تجاهلها وتركها ليعيش المواطن على أطراف العاصمة في أحياء تشكل أحزمة مقرفة في ظروف حالكة، أطلق عليها فيما بعد "الكبات"و"الكزرات"تشوه صورة العاصمة في انتظار مجهول تحدق بسكانها الأمراض وتحصدهم عجلة البطالة والعطش والظلام؟.
إن تقديم ولد ببكر بلقب – ولد بوسالف- البريء من دم الشعب وظلمه وتفقيره وتجهيله ستقف دونه وتكذبه فترة كانت ولا تزال بالنسبة للرجل وصمة في تاريخه السياسي بالنسبة للمواطن الذي عاش تفاصيل ألم تلك الفترة.. الذي ما يزال ولد بوبكر في صورة الرجل الذي يبطش به ولد الطائع ويزج بكل من لا يرضى عنه في السجن، والرأس الذي يخطط لسياساته الفاشلة والتي كانت وراء وصول موريتانيا إلى ما هي فيه من تراكمات التخلف لمسوم بالبرجوازية والإقطاعية والجهوية والقبلية.
ما يقول به البعض من إن ولد ببكر- ولد بوسالف- المدني القادر على إخراج البلاد من قبضة العسكر،والفقر والبرجوازية والجهوية والقبلية.. إلى التغيير والبناء الآن وليس غدا.. لا أحسب إلا أنه شعارا لترويج بضاعة فاسدة... إذا ما تتبعنا مرحلة أيام الرجل رئيسا للوزراء في نظام ولد الطائع، وبحثنا عن المكاسب التي حققها في تلك الفترة للمواطن والوطن؟.. سنجد أنها لم تتجاوز مرحلة الصفر.. فلا أحد يذكر أن ولد ببكر(ولد بوسالف) ساهم في إصلاح للمنظومة التربوية، أوالاقتصادية والتنموية، أو بناء مجتمع واعي لمواجهة التحديات.
لكن يمكن أن نأتي على ذكر الكثير من الفساد طال هذه الفترة في جميع الميادين داخل التركيبة الاجتماعية التي فككها وعبث بها حتى يبني مؤسسة داخلية في مؤسسة الدولة عمادها الجهة والقبيلة. وأطر لتجاهل سكان الأحراش(آدوابه.. آفطوط..؟) وقطعهم عن البنية السياسية حتى يظلوا في مأمن من الثقافة والوعي وتحت هيمنة البرجوازية االقبلية التي خلقها لتسيطر على زمام السياسة فتخدم بذلك صاحب النعمة عليه.
و يمكن أن نقول إن ولد ببكر(ولدبوسالف) كان المولد الذي يربط بين المنطومة البرجوازية والتي بناها - ولد الطائع- من رجال الأعمال ونافذين من رؤساء عشائر والمنظومة العسكرية التي حكم بها ولد الطائع تحت يافطة الديمقراطية والحرية التي ظلت شعارا مغشوشا ومزورا بفعل دسائس حكومة ولد ببكر الذي يحاول اليوم تجاوز هذه الفترة ويخرج علينا بعد اختفاء بين كواليس النظام الحالي في ثوب الذئب البريء من دم يوسف.
محمد أحمد حبيب الله