يبدو أن الرئيس بيرام تحقق اليوم من أنه شخصية وازنة فرضت نفسها على المشهد السياسي المحلي بقوة عبرناخبين يتميزون بالصدق والعفوية لم يصوتوا له طمعا فى مال اوجاه وإنما قناعة بإنه عليهم طرق باب جديد تشرق عليهم منه شمس العدل والمساواة
صحيح أنه استخدم خطاب باطل أراد به قضية حق فكان متهورا متشنجا لفظيا عنتري الملامح والعبارات مدغدغا مشاعر عامة لاتركب ظهورهم إلا بملامسة عواطفهم
اكتشف بيرام اليوم أن لكل لبوس لبسها ولكل مقام مقال والفرق بين وجلي بين شاب حقوقي متهور يصنع لنفسه مجدا هنا ومالا هناك وبين سياسي جعلته أصوات مناصريه رقما لا يمكن تجاوزه فى تحديد ملامح مستقبل البلاد السياسي
وعلى طريقة بعض المجتمعات التى يطيش فيها الشاب دون مساءلة حتى إذا قارب الخمسين التزم وانسجم وصاحب السبحة والمسجد والطهارة والوقار والاستقرار الأسري ينتقل بيرام اليوم من المراهقة الحقوقية الطائشة إلى سن الرشد السياسي
طريق سلكها الرئيس مسعود ولدبلخير قبله
أن ميل بيرام للسلم الأهلي ورفضه أن يستخدم فى عنف غير وطني ليس جديدا فبيرام مع عنترياته المشحونة عنصريا وشرائحيا ظل مؤمنا بموريتانيا الآمنة المتعايشة وذلك لبصيرته الوطنية فقد أدرك ميدانيا أن حبيبات(الدلاح ) تتناثر وتتلاشى بمجرد فتح(الحدجة )وأنه لالون ولاتموقع يحميان أيا منها فمصيرها واحد مرنبط ب(الحدجة )الأم تبقى ببقائها متماسكة وتندثر عند فتحها
ويدبيرام الممدودة للحوار ومن موقع قوة انتخابية وحركية هي بداية عهد جديد من نمط التفكير السياسي الجاد للرجل وتوديع النمط الحقوقي المتهور المراهق والمتشنج
لا يمكن أن تتشكل خريطة سياسية قادمة دون بيرام ولذلك رأى أن يدخل الباب السياسي الجديد ويترك عنده خطابات الشحن والكراهية والفتنة والشرائحية
ولأن المثل يقول (الطلصتو سن يطلصها ) ولأن (المرأ يحسن فى زمان عليه مايشنع فى زمان ) فإن بيرام اليوم يتدارك الأخطاء الخطابية لماضيه ليس خوفا ولاطمعا ولكن لأن الأمن والسلم الأهلي والتعايش ليست منة ولامطلبا لموريتاني دون بقية الموريتانيين بل هي جبلة وضرورة وقدر ففى النهاية اذااخترنا طريق الفتنة فسنتفانى معا وستدفع كل الشرائح ثمنا واسع الجرح مع تفاوت فى النزيف والألم
بيرام يؤسس لمرحلة جديدة من المشاركة السياسية بقوة كانت فقط تحتاج لايمان ميداني وطني بحتمية التعايش تفاديا لتناقض المرشح كان حاميدو بابا الذى يرفع شعار التعايش ويرفض الحوار
وسيكون بيرام مدينا للرئيس مسعود وهويسلك دربه التصاعدي من الشطط والترويج للفتنة وصناعة الذات إلى الهدوء والسلم والتعايش و(الرجوع إلى النفس ) والوطن