كان رجوعي من الجامعة مبكرا على غير العادة إذ كانت عقارب الساعه لاتتجاوز التاسعة والنصف صباحا... كان كرفور مدريد هادئا نوعا ما مقارنة مع حالته الغالبه..
نرلت من سيارة التاكسي وأنا أنظر من طرف عيني بتوجس لذلك السائق الذي اثارت تصرفاته استغرابي..
ادبرت عنه بوجهي مسرعة خطواتي ونظراته لاتزال تلاحقني وانا احدث نفسي عن امكانية ان يكون ذلك الرجل حديث عهد بمرض عقلي وما إن تحركت شفتاي وانا اهلوس : "بل أنه من المحتمل جدا أنه لايزال مريض" حتى شعرت بذلك الشي الذي يلتصق بي فجأة من الخلف ويمسك بي بكل قوة...
توقف الزمن فجأة حالة من الهرع تسيطر علي... قشعريرة تكتسح كل ذرة من جسدي... صدري يعلو ويهبط ونبضات قلبي تكاد تخترقه...
حاولت ان اصرخ أو أن اتفوه بأي شيء أي كلمه لكن لساني التصق بحلقي..
وسط موجة من الفزع... نظرت بعتب إلى المارين من حولي... اصحاب السيارات... الباعة المتجولون... الباحثون عن سيارة اجره... لاحظت ابتسامة غامضة تعلو وجه كل منهم دون ان يكلف اي منهم نفسه بلعب دور البطوله...
استجمعت كل قوتي واستدرت الى الخلف وقد تمكنت اخيرا من فك تلك القبضة الحديدية... وقبل أن افرغ مافي جعبتي من غضب اتسعت عيناي ذهولا وأنا أحدق بتلك الصغيرة الشاحبة وهي لاتزال تتعلق بطرف ثيابي وتتمتم بكلمات لم استوعبها بداية بسبب حالة الذهول التي أعيشها قبل ان تصرخ في وجهي وهي تعيد كلماتها:
الصدكه... الصدكه
من صفحة/verhe medn