![](https://elhawadith.info/sites/default/files/DSC00761-1.jpg)
كان الجو حارا، فالشمس تضرب بأسعتهالملتهبة على رؤوس الدرك على باب مركز العبور الموريتاني،والمارة الذين يذهبون جيئة وذهابا،من حمالة البضاعة والأمتعة يدفعون بعرباتهم إلى الداخل محملة بالأمتعة ويعودون بها محملة تارة وتارة أخرى فارغة..،والباعة المتجولون يحملون السلع بين أيديهم وعلى رؤوسهم يعرضونها على كل داخل أو خارج من المركز.
في الجو الساخن و الحركة الدؤوبة دلف أعمر مع رفقة من الباب الى داخل المركز بعد أن سجل جميع المعلومات المتعلقة به ورفاقه في سجل عبارة عن دفتر صغير من فيئة 100 صفحة يقوم عليه دركي يجلس في الطرق على مسافة من الباب خارج المركز.
وقبل دخوله مركز الشرطة في الجناح الأيسر تعاوره وكلاء من الشرطة ظن أنهم ينتشلوه من لفبف السماسرة الذين حققوا به يتجاذبوه كل يطلب منه أن اعتماده مساعدا في خدمة تسهيل سفره من تجهيز الأوراق وملحقات السفر وبتعهد كل واحد بأنه سيخدمه بسعر أقل من الآخر.. لكن عمر كان قد حضر الأوراق التي عرض عليه السماسرة تحريرها له .. ومع ذلك لم يسلم من ابتزاز الشرطي الذي أخذ أوراقه ليقيدها في مركز تسجيل العابرين نحو سنغال، فقد احتفظ بها وصار يخرج ويعود من غير أن يخاطبه في شأنهم..وأثناء الانتظار تفاجأ عمر بأحد السماسرة يقترب منه وينبهه إلى الشرطي سيماطله إلى أن يتأخر عن رحلة العبارة التى بدأت تتحرك للمغادرة إذا لم يقدم له مبلغا ماليا، واقترح السمسار على عمر أن يعطي للشرطي مبلغ 200 جديدة من الأوقية ليحرر بها الأوراق منه.. واقترب عمر من الشرطي الذي تعمد الخروج إليه والاقتراب منه ..
قال عمر مخاطبا الشرطي : اسمح لي أن أقول لك إن الرفقة التي معي بينها صبية مريضة، وسيدة مريضة كذلك، ولا يتحملن لفح أشعة الشمس الملتهبة.. واتمنى منك المساعدة في تعجيل الإجراء حتى لاتفتتا العبارة....
حول الشرطي وجهه نحو الحائط، وقال مخاطبا عمر:
انت من عليك بمبادرة استغلال الوقت... أخرج عمر مبلغ 100 جديدة وقدمها للشرطي بطريقة غير مكشوفة. .
لكن الشرطي لم يرضى بالمبلغ وحاول الشرطي إعادة المبلغ الى جيب بطال عمر. .وهويقول:
لا أرضي بغير 200 جديدة... أقل ما يمكن أن تحرر به أوراقك و رفاقك. ..
تدخل السمسار الذي كان قريبا منهما .. و طلب من عمر أن يكسب الوقت ويعطي للشرطي المبلغ الذي طلب ويسحب أوراقه قبل أن تغادر العبارة المرسى. ..
وعلى مضض سلم عمر المبلغ للشرطي الذي أخرج الأوراق من جيب سترته وسلمهم لعمر... وعاد عمر إلى رفقته غير راض عن ابتزاز الشرطي له... لكن مكره لا بطل.. وهرول الجميع ليدرك العبارة التي طلقت إشارة البدء في التحرك من المرسى.