الحوادث- ميمون الابنة الخامسة لأبيها سيدي حصلت على الشهادة الابتدائية بمعدل عالي رغم أنها تدرس في مدرسة بحي شعبي في الميناء يصل عدد تلاميذه 120 تلميذ.
وتجاوزت إلى المرحلة الإعدادية حيث كانت محط إعجاب الأساتذة بسرعة فهمها للدرس واجتهادها على المحافظة على الوصول في الوقت و الانضباط.. فتجاوزت الأقسام الأول والثاني ثم الثالث بامتياز وتقدير ممتاز من جميع الأساتذة الذين درسوها.
وفي السنة الرابعة وأثناء استعدادها للمسابقة التي ستحصل منها على شهادة الدروس الإعدادية وتتجاوز منها إلى الثانوية.. وبينما كانت تغط في نوم عميق بين أفرد أسرتها هاجمت المنزل عصابة شرسة من مجموعة كبيرة من العناصر يحملون بأيديهم السكاكين والآلات الحادة.
أحكمت العصابة قبضتها على عناصر الأسرة بما فيهم والدهاء الذي يعاني من داء مزمن أقعده عن الحركة، ووالدتها التي وضعوا على عنقها سكينا وهددوها بالذبح إذا هي أبدت أي حركة ستشي بهم.
أما ميمونة فقد انتزعها رئيس العصابة من حضن والدتها نزعا، وانتحى بها إلى ركن مظلم وهو يهددها بقتل أسرتها إذا قاومت أو بدر منها أي تصرف..واغتصبها،وتتابع عناصر العصابة على اغتصابها.. واختفت العصابة في لمح البصر تاركة وراءها دما مسفوحا ،و قلوبا تحترق ودموعا تلهب الخدود.
استيقظ الحي على الفاجعة.. وحملت ميمونه إلى المستسفى جسدا هامدا .. وبعد شهور من العلاج خرجت من المستشفى وقد ذبلت الخدود التي كانت بالأمس كالورد الناعم المتفتق تحت الندى..واستحالت النظارات البريئة الحالمة إلى مسحة من الحزن وغيمة من الهم.. وتكسر الشفاه وذاب توردها واكتست هي الأخرى لونا شاحبا.
لقد أصيبت الفتاة بشلل نصفي يصاحبه شلل في السان، وكتب على ميمونه الفراشة الجميلة التي كانت تقطر رقة ورحمة وسعادة بين الحي أن تلازم الفراش....ويضيع الأمل الذي كان يحدوها أن تحقق مستقبلا كبيرا في حياتها.