الحوادث- البشير ولد محمد السالك هو احد الدببوماسيين الذين نذروا أنفسهم لبلدهم موريتاني، وإبراز الصورة الحقيقية التي تعكس حقيقة الجذور للمجتمع الموريتاني والعلاقات التاريخية التي تربطه بالآخر على مر التاريخ ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا..وهو أحد الدبلوماسيين القلائل الذين ساهموا في ترسيخ العلاقة بين الدبلوماسية االموريتانية والمواطن في الخارج، وذلك بسعييه إلى خلق رباط وثيق مع المهاجرين الموريتانيين في الخارج.
فالدبلوماسي الفريد في الدبلوماسية الموريتانية عبر العالم الذي يطوى المسافات الطويلة في البحث عن المواطن والاهتمام بمشاكله والعمل على حلول لها من خلال شهادات الكثير من المواطنين الذين كانوا في الخارج وعاشوا في البلدان التي عمل فيها.
عمل الرجل قنصلا عاما في غينيا كوناكري منذ ما يناهز 17 سنة وأسس لعلاقات وثيقة عميقة بينه والجاليات الموريتانية في تلك البلدان الإفريقة، بسبب تدخله واهتمامه الغير مشروط بالمواطن لحل مشاكله،و التحسين من الظروف التي يعيشها.
تذكرت هذا الرجل وأنا أتابع الكم الهائل من الأشخاص الذين تم توشيحهم بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني وكلي يقين أن الرجل سيكون من طليعة المرشحين للتوشيح من وزارة الخارجية التي لم تترك ساقط ولا لاقطا إلا ووشحته...تفاجأت كثيرا من عدم ظهور الرجل من بين الموشحين، رغم أنه الوحيد في تقديري من بين الدبلوماسيين من يستحق التوشيخ.
قبل عام قادتني جولة بحث إلى البلدان الإفريقية من سنغال إلى غامبيا ثم غينيا بيساو،ثم غينيا كوناكيري،التي فاجأني فيها الحضور الكبير للدبلوماسي بين الجالية وحديث افراد الحالية الذي لاينقطع عن دوره في تفعيل الدبلوماسية الموريتانية واهتمامه البالغ بمشاكل المواطنين،وتدخله السريع والإجابي بمجرد أن يتصل عليه أحد أفراد الجالية من غير تمييز.
وقد بعث في مايلهج به أفراد الجالية من الذين التقيت بهم من تواضع وكرم وأخلاق رفيعة يتمتع بها الدبلوماسي طلب زيارته، ولكن الظروف لم تسمع بذلك وغادرت البلاد من غير ان التقي بهذا الكفء والوطني الذي يبدو أن الوزارة لم تذكره رغم تعلق الجاليات في الخارج به.