منع ولد عبد العزيز من مؤتمر صحفي يشرح فيه بعض الأفكار التي يرى أن عليه شرحها للمواطن عبر وسائل الإعلام،ورفض عشرات الإقامات والفنادق احتضان المؤتمر،وإقالة شخصيات عسكرية كانت مقربة منه في الأمن الرئاسي ،ونزع عشرات الصور من مقر الحزب الذي يدعى أنه مؤسسه وصاحب الفضل في أنشائه،وتوقيف عربة نحمل مركب مساكن وحجزها من ظرف الجمارك، هل يعني هذا أن الجبروت زال وان الربقة بدأت تضيق بولد عبد العزيز لتنتهي به إلى قفص محاكم الاتهام ثم حبل المشنقة..؟!..
لم يكن كائن ما كان يتصور أن زين العابدين سينتهي به المطاف إلى نهاية بائسة في إقامة تحت ظروف صحية متردية في المملكة السعودية،وهو الذي كان صاحب القوة والنفوذ والعظمة والكبرياء في شعب فرض على معارضته ورجال أعماله العيش في الخارج،وبث الرعب والخوف بين أفراده إلى ان جاءت في لحظة زمن العاصفة التي رمت به إلى ما آل إليه من إذلال جعله يتسلل خائفا مرتعدا تطارده لعنات شعب أهانه.
كما لم يدر في حساب فرعون مصر أنه سيقاد مقيدا بالأصفاد من عزه وقصره الذي كان يصدر منه اوامره بالقتل والتعذيب والتهجير والسجن لكل من يقف او تسول له نفسه ان يقف في وجه سياسات الفساد و النهب والتنكيل التي كان يسير بها شعب مصر،ويقف بين مناكب قفص مع أبنائه وحاشيته ذليلا مكسورا يستنجد للرحمة أمام قضاء كان يا تمر بأوامره ويحكم بما يريد أن يقضى به على مناهضيه.
عبر ماتزال تحفر في عمق الشعوب المظلومة بفعل الدكتاتوريات التي حكمتها مرغمة عليها،من غير حول منها ولا إرادة..عبر كان على ولد عبد العزيز أن يدرك كنهها وهو يحكم وما آلت إليه هذه الدكتاتوريات رغم جربروتها وقوة اليد التي تضربها.. لكنه تجاهل كل ذلك وركب تكبره وبطره وشيطان الخيلاء الذي وسوس له بعد ما كان قد نجى ينثر الأموال التي نهب في الإقامات الفاخرة والفنادق الغالية ومنتجعات الأثرياء، ليعود إلى دائرة الغاضبين الذين تحرق نار الغبن والظلم الذي حل بهم منه،ليدوس عليهم ويؤجج نار حقدهم عليه بسموم عباراته التي يسدد إليهم وكأنها قذائف من الجحيم من خلال المؤتمر الذي نظمه للغرض ذاته.
لا أظن أن الأمور ستجري على مايرنو إلى ولد عبد العزيز،بل أخشى أن يتحول الصمت والهدوء الذي يحسب ولد عبد العزيز أنه الاستسلام والرضوخ والخوف من تهديداته،ومايمكن أن يفعله بثرائه الفاحش..فكثيرا ما يقود صمت والشعوب وسكونها إلى غليان يتحول إلى حمام تحرق كل من تسبب في إذائها...فهل سمع ولد عبد العزيز يوما ان الصمت والسكون،والهدوء كانا وراء اشتعال مملكة نيرون الطاغية...
محمد أحمد حبيب الله