ماتزال الصورة القاتمة التي تعكس حالة الفقر المدقع الذي يعيشه السكان في الأحياء الشعبية تضرب باطنابها.وهذه الصورة رسمها النظام السابق وأسس لتداعياتها التي تركها تركة للنظام الجديد،حتى تظل عقبة في وجه برامج التنمية والإصلاح.فقد ترك النظام السابق الحبل على الغارب لحاشيته وفتح لها أبواب الثراء باستغلال مقدرات الدولة المشروعة وغير المشروعة.
وبذلك خلق حالة من التمايز المادي صنعت فجوة كبيرة بين المجتمع وأسست لطبقة الغناء الفاحش لدى البعض والفقر المدقع لدى البعض الآخر إلى درجة أكل الفضلات من الشوارع..وهذا التمايز كان وراء استفحال الكثير من الظواهر التي باتت تهدد الأمن والتعايش السلمي.وليس إنشاء ما عرف بوكالة مكافحة الفقر وممارسات العبودية إلا اسم إستخدم ظاهره الرأفة والحنان وباطنه العذاب والاستعلاء واستغلال ضعف الطبقة الهشة واذلالها.. فرغم التمويل الكبير الذي من المقدر ان يصرف في مجال الفقر وظواهر الاستعباد المتمثلة في البطالة الشائعة والجهل والحد من ضيق المعيشة لدى الطبقة الهشة فكانت نقمة ، فرغم ما تحصل عليه الوكالة من الممولين الأجانب والمنظمات الخيرية، نجد أن الحالة تزداد وتتفاقم. لأن جيوبا خفية توجه إليها الأموال تصب في حسابات خاصة لا علاقة لها بالهدف المنشود،وتوزع بعض الفضلات كما يذر الرماد على العيون للتغطية على النهب والاستغلال المفرظ والفساد الذي ينتهك الوكالة.
إن استغلال ظروف الفقر الفج الذي يعيشه غالبية المواطنين خلق صورا مقلقة ماثلة في كل ركن من العاصمة وفي الأرياف والقرى والمدن والتي في كل نهاية سنة تكشف لنا الوكالة عن حسابات كبيرة تدعي أنها صرفت من اجل تحرير المواطن من ربقتها، المليارات فيما تتفاقم الوضعية وتزداد ضراوة نحو الأسوأ.
فالوكالة يهيمن عليها اشخاص مقربون من المدير وحاشية المدير يستأثرون بخيراتها،وينعمون،بالأموال في رحلات مكوكية، وبناء القصور والفلل..فيما يتعذب المواطن المستهدف في جهنم بسبب هلع هؤلاء وتهمهم....فهل سيظل مستقبل الطبقة الهشة في أيدي غير أمينة تستغله في ثراءها وتفقير الفقراء...؟