جاء عزيز على ظهر دبابة إلى القصر عبر الانقلاب الذي دبره بالتآمر مع قادة من العسكريين يقودهم ابن عمه الراحل اعل ولد محمد فال الذي قاد المجلس الانتقالي سنتين إلا ثلاثة أشهر مهد فيها لانتخابات رئاسية رضي عن نتائجها الجميع وهي النتائج التي جاءت بالرجل المدني سيدي ولد الشيخ عبد الله إلى سدة الحكم.
لكن الشيطان العسكري ونية عزيز المبطنة للاستيلاء على الحكم،استيقظت في داخله،وانقلب على حكم سيدي بعد إثارة الكثير من القلاقل منها أزمة الطحين في الولايات الشرقية، وأزمة سحب الثقة من رئيس وزرائه ولد الوقف والوضعية الاقتصادية الضيقة،كلها أزمات خلقها عزيز ليبرر بها انقلابه على الرجل الذي كان وراء نجاحه في الانتخابات التي جاءت به إلى كرسي السلطة.
وضع عزيز الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله تحت الرقابة الجبرية في قصر المؤتمرات، ونزل إلى الشارع في حملة رفع فيها شعارات منها: مناصرة الفقير،والعمل على تنمية البلاد والرفع من مستوى الحالة المعيشية للمواطن، والوضعية الاقتصادية ،وتعزيز البنى التحتية ومكافحة الفساد.
وفي ايام قليلة زج بالكثير في السجن من رجال الأعمال الذين كان يعتمد عليهم اقتصاد البلد، في إطار تصفية حساب طالت الكثير من المحسوبين على الأحزاب في المعارضة..وارتفعت وتيرة مناهضة الإنقلاب على الرئيس المدني سيدي ولد الشيخ عبد الله..لكن شعارات عزيز والحملات التي قادها لتأهيل الأحياء الشعبية وتوزيع القطع الأرضية والحملة الإعلامية التي كان يظهر فيها بين الفقراء في النخاريب والأعشاش والأكواخ،والتي رافقتها حملة على المستوى الإقليمي والدولي مناهضة لحملة الأحزاب في المعارضة المناهضة للانقلاب على الشرعية. كسبت عزيز المعركة بالتعاون مع المنافقين والطبالة الذين جاء بهم أوكار الدعارة والطبالة في الأعراس،والمخابز،وترشح في الانتخابات ونجح بفضل كسب ود تجار السياسة والمطبلين الذين كانت من ضمنهم آمنة التي عرفت طيلة حكم عزيز ب" مجنونة عزيز"
وتمر الأيام ويتناول عزيز عن السلطة عبر تناوب سلم سلس، وينجح الجنرال الصامت المتقاعد المتقاعد حديثا محمد الشيخ الغزواتي في انتخابات رئاسية شارك فيها منافسون من ضمنهم سيدي محمد واد ببكر ، وبيرام الداه اعبيد،ومحمد ولد مولود....الخ..لكن شيطان غريزة في حب السلطة وثب من جديد ، ويعود عزيز إلى العاصمة بعد رحلة دامت ثلاثة أشهر ليعلن نفسه مرجعية لحزب الدولة لاتحاد من اجل الجمهورية.
لكن الأمر هذه المرة يختلف عن ما سبقه..فقد وجد عزيز بابا من الفولاذ قويا،يعسر اجتيازه،مما اربكه،وبعثر الأوراق في يديه،وافسد نيته..فقد وجد عزيز الذي كان قبل ثلاثة أشهر الآمر الناهي،ويتدافع الجميع لتنفيذ ما يفكر فيه قبل أن يصدر عنه عاجزا عن حجز مكان خاص اوعام ينظم فيه مؤتمرا صحفيا.. حتى أنه عاجز عن الحصول على إذن من السلطات التي كان وراء تعيينها ،او قناة حرة تجارية لبث مؤتمره...حتى الجماهير الواسعة التي كانت تطبل والمنافقين الذين كانوا ينادون له مأمورية ثالثة....غابوا عنه وتنكروا ولم يبق إلى صفه غير " آمنة المجنونة" تحمل مكبر الصوت تدافع عنه في وجه المتظاهرين أمام بيته...هل فعلا لم يبق لعزيز غير آمنة المعروفةب"مجنونة عزيز"..وهل فعلا مرشحة لتكون الأمينة العامة للحزب الذي يزعم إنشاءه..؟