الحوادث)حي "أمبود" ب"اسبيخة"في مقاطعة توجونين،ربما أخذ اسمه من المقاطعة المعروفة ب"أمبود"بولاية "غرغول" حيث الصراع مع الحياة في ظل غياب كامل لكل وسائل الحياة من تعليم وصحة وماء وكهرباء.
أوضاع معيشية مزرية تزيد من معاناة سكان الحي الذين دفعتهم ظروف الفقر والحاجة إلى الهجرة من الريف بحثا عن مكان يؤويهم ويؤمنون فيه لأنفسهم وما يعيلون لقمة العيش إلى الاستطان في المنطقة النائية المقطوعة عن كل وسائل الحياة.. النقل الماء الكهرباء الأسواق المرافق الصحية والتعليمية..مساكن من الزنك والقماش والأخشاب على شكل أعشاش لا يمكن أن تكون مساكن لبشر متقاربة إلى درجة لا وجود معها لمنفذ مرور .
الحوادث زارت الحي والتقت مع سكانه الذين عبروا بمرارة عن الواقع التعيس الذي يعيشونه حسب وصفهم.فلا مصدر يساعد في كسب هؤلاء رزقهم.. أعمال يدوية قد تدر بما يخفف من صراع البطون مثل صناعة "الكسكس، والعيش."هي غالب العمل الذي يرتزق من ريعه هؤلاء رغم شح التموين الذي يعجوزن عن توفيره أكثر الأوقات.
أصوات الحي..
أدوم ولد محمد الشيخ في العقد الثالث من العمر مدرس قرءان في محظرة يتيمة في الحي الذي لم يعرف المدرسة منذ أن نشأ..وهب الشاب نفسه لخدمة تدريس أبناء الحي في غياب المدرسة.
قال إن الحي يعيش حالة انقطاع تام بسبب بعده وعشوائية المنطقة التي هو فيها.. كما يعيش سكانه حالة فقر مدقع لا تمكنهم من توفير القوت الضروري ، ذلك أن مصدر عيشهم من أعمال مهنية لا تكاد تفي بالقوت اليومي. وأحرى أن تساعد في تدريس الأطفال.
واكبر مشكل يعيشه سكان الحي عدم وجود مدرسة لتعليم أبنائهم الذين يفتقدون للتعليم ، والزمن يمر والأبناء تفوتهم مراحل التعليم الأمر الذي جعله يفتح محظرة لمساعدة الأطفال في السن المبكرة على القراءة ومحاولة تحسين مستويات غيرهم من الذين فاتهم قطار التعليم أو على وشك ذلك.
ويضيف الشاب إن مشكل الرعاية الصحية التي هي أساس الاستمرار في الحياة هي الأخرى مفقودة في الحي حيث لا توجد نقطة صحية ولا مركز صحي قريب من الحي يمكنهم زيارته عند الحاجة، فنقل المرضى إلى المركز الصحي يتطلب الكثير من الجهد خاصة في الأوقات الاضطرارية مثل الأوقات المتأخرة من الليل، أو في حالة وضعية طارئة ، تفرض نقل المريض.. الجهات المعينة يتحججون بأن المكان عشوائي ولا يمكن بناء نقطة صحية فيه، رغم أن سكان الحي يعدون بالآلاف الأمر الذي جعل مشكل الصحة معلقا بأمل لا يجد السكان ظهور بوادر له.
ويقف مشكل المياه المفقودة في المنطقة عائقا آخر يزيد من المعاناة فتوفير الماء يتطلب مشقة ومعاناة يتكبدها السكان أناء الليل وأطراف النهار.. فالحصول على الماء مشكل في ظل عدم وجود نقاط مائية فلا توجد مضخات لتزويد السكان بالماء والإدارة لا تعري اهتماما للشكايات التي تردها من السكان,بعض الأحيان يقضي سكان الحي أياما من غير ماء.
كما تعد التنمية الاجتماعية سياسة مفقود لإدماج سكان الحي في ظروف ملائمة ووضعهم في صورة تمكنهم من الحصول على العيش بطريقة سلسة..فلا وجود للمساعدات التي تتشدق مفوضية حقوق الأمن الغذائي بتوزيعها..ولا وجود لهيئات حقوقية لدراسة واقع السكان المرير ومساعدتهم في مجابهة الحياة الصعبة.. فالحي لا يمتلك أي قدرة لمجابهة أي طارئ بسبب الإهمال الذي يعيشه من الإدارة والسلطات العليا.
رسالة الحي إلى السيد رئيس الجمهورية..
يرفع الشاب المتحدث باسم السكان رسالة إلى الرئيس يطلب فيها الالتفات إلى معاناة حي"امبود" الذي يعيش سكانه ظروفا صعبة لم يعد له صبر على تحملها.. ويرفعون أليه حاجة الماسة إلى الاستقرار الذي يتوجب تخطيط وتأهيل المكان الذي يعيشون فيه، حتى يحصلون على قطع للسكن،.. وتوفير الماء والكهرباء ومراكز صحية ومدرسة لتعليم أبنائهم.
متابعة/محمد الأمين محمد محمود
تصوير/ شيخن خطري