تفسر اللحظات التي عاشها المواطن ورجل الأعمال الموريتاني محمد بوعمات يوم أمس على قبر والدته مدى عمق الشعور بألم الغربة القسرية التي لا حيلة لصاحبها في كسرها، ولو للحظات حتى يودع أغلى إنسان في حياته.
وما عبر عنه من ثناء لصاحب الفضل في رفع القرار التعسفي الذي أجبر بسببه على العيش في المنفى عقد من الزمن يكفي من الأدلة على صدق نية الرئيس في تجاوز الماضي والمصالحة مع الحاضر.
وما عبر عنه الكاتب والإعلامي حنفي ولد الدهاه من معروف اتجاه ما أسداه الرئيس محمد ولد الغزواني لإعادة مواطن فصل قسرا من عمله بينة أخرى على جدية مسعى الرئيس في وضع القاطرة على سكة العدالة التي قطع على نفسه عهدا بتنفيذها ضمن مشروع (تعهداتي).
وليس تجشمه السفر رغم الانشغالات، وقضاء أيام في ضيافة المملكة السعودية إلا لتذليل العراقيل للإفراج عن مواطن موريتاني ولم شمله بأسرته متجاوزا الظروف التي تم أسره فيها ليثلج صدر أم يحترق على ابنها، ويعيد البسمة لأطفال فقدوا والدهم.
كثيرة هي الأمثلة التي قدم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ليثبت من خلالها أنه ماض في تعزيز الأخلاق النبيلة والأعمال الفضيلة من غير من ولا دعاية.
و أقصى ما يمكن أن نرد به الجميل لهذا الرجل الذي يسعى جاهدا في تغيير الصورة النمطية التي عودنا عليها غيره من أصحاب المراحل الماضية أن كل شيء بثمن..هو أن نكف عنه ألسنتنا .. ونعالج مرض الجبن من مواجهة الحقيقة وتثمينها .. بالصمت وذلك أضعف الإيمان... في حق الأب الثاني للأمة الموريتانية..
محمد أحمد حبيب الله