منذ أن قررت السلطات حذر التجول على كافة التراب الوطني، والمواطن يعيش حالة من الضيق والارتباك بسبب الحذر الذي يرى فيه تقييدا لحريته..وقد ازداد استغرابه أكثر مع زيادة السلطات في إجراءات التضييق.
لكن ظهور أعلى سلطة في البلاد المتمثلة في رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني، ورئيس حكومته إسماعيل ولد أبده ولد الشيخ سيدي يشرحان الأسباب وراء القرارات المشددة جعل المواطن يتقبل الظروف المشددة برضا نفس لما في ذلك من مصلحة تتطلبها الظرفية بتشديد الأمن وتضيق الخناق حتى لا يجد وباء كرونا فيريس كوفيد19 منفذا للانتشار .
وضعية البلدان التي انتشر فيها والوباء المقلقة استدعت من البلدان التي لا تزال نسبة الانتشار فيها ضعيفة اتخاذ الحيطة والتدابير اللازمة للوقاية، خاصة في بلد مثل بلدنا يعد حلقة اتصال وعبور بين إفريقيا و أوروبا، الأمر الذي يستدعي منا بذل كل الجهود من اجل تفادي انتقال وانتشار الفيروس.
والمواطن الموريتاني ملزم إزاء هذه الوضعية أن يتقبل بالوضع الذي تنتهجه الحكومة، ويتلاءم معه حتى يتجاوز البلد المرحلة الصعبة التي تتطلب من الجميع الوقوف إلى جانب الدولة ومساعدتها في تطبيق القرارات الصادرة عنها، وتنفيذ ما تطلبه بالحرف الواحد.
كما تستدعي الظرفية الابتعاد عن جميع التجاوزات التي قد تكون لها تداعيات سيئة ولا تصب في مجهود مكافحة انتشار الوباء الذي تتصدره البلدان التي ينتشر فيها انتشار النار في الهشيم.
وعلينا إزاء هذه المرحلة أن نتحلى بما تمليه الظرفية من مساعدة السلطات والمصالح الصحية من تقديم المعلومات في الوقت المناسب لأي حالة طارئة يشتبه أن تكون لها علاقة بأعراض الفيروس.
ونتجنب مساعدة مباشرة أو غير مباشرة في تهريب شخص مواطنا كان أو أجنبيا عبر الحدود من غير علم السلطات فهي جريمة ضد الوطن والمواطن،وأسلوب غير متحضر ويتنافى مع ما يمليه الضمير والأخلاق.
كما أن التستر على شخص دخل بطريقة غير قانونية جريمة لا تقل خطرا عن جريمة من كان وراء تهريب الشخص، ذلك لأن المتستر شريك بالتستر على إنسان قد يكون حاملا للفيروس وبذلك يكون قد ساعد في الجناية على المواطنين الذين قد ينتقل إليهم العدوى.
إن سعي الحكومة إلى تشديد حذر التجوال وغلق المنافذ، وتعليق الرحلات الجوية، والسفر بين المدن تشديد ليس بهدف التضييق على المواطن في كسب عيشه، أو تقييد حركته. إنما هدفها من ذلك هو تجنبه الإصابة بوباء يفتك بملايين البشر حول العام,وتعاني من خطره أقوى دول العالم في المجال الصحي.
وعلى المواطن أن يدرك ذلك ويتفهم هدف الحكومة من جراء الإجراءات التي تتخذ بين الفينة والأخرى على أساس الضرورة.. ولا ننسى المثل القائل:"الوقاية خير من العلاج".
محمد أحمد حبيب الله