الحوادث- تعيش الحدود خاصة النهرية منها المحاذي للجارة السنغال ومالي حالة من الإهمال جعلتها وراء كل المخاطر التي تهدد الدولة والشعب الموريتاني، فعلى الحدود النهرية تنشط أكثر عصابات تهريب المخدرات والبشر وكل الممنوعات.
ويعتمد شبكات التهريب التي تنشط على الشريط الحدود النهرية على منافذ غير رسمية، يعني مقاطع تستخدمها في عمليات التهريب التي تقوم بها، خاصة في مجال تهريب المخدرات التي غرق فيها الشباب بسبب إهمال تلك المقاطع التي عجزت السلطات رغم حرس الحدود والدرك والشرطة والجيش المتناثر على منطق الحدود عن ضبطها.
لكن الأمر الآن يختلف كثيرا عن ما كان عليه الحال، وعلى الدولة بقياداتها العسكرية والأمنية أن تعيد حساباتها في إطار ضبط الحدود النهرية التي هي أكبر خطر سيتسبب في انتشار داء(كورونا) إذا ما ظلت هذه المنافذ والمقاطع مهملة، ولم ترسم لها خطة محكمة لضبطها،ضبطا يمنع أي تسرب ممكن عبرها.
خلال الأسابيع الماضية قبض عشرات المهربين مبالغ مالية كبيرة من ثمر تهريب الأشخاص القادمين من الخارج و الفارين من نقاط العبور الرسمية حتى لا يخضعوا للحجز، وتهريبهم عبر منافذ حدودية في "كرمسن" و"انجاكو"، وفي مناطق متفرقة من الشريط النهري المحاذي للولايات الجنوب الشرقية "سيلبابي"، و"غولوغول".
إن أمر شريط الحدود النهرية أصبح من الضروري أن تقام عليه رقابة مشددة توازي الرقابة المفروضة على الأسواق والمحلات التجارية والمعابر الرسمية عشرات المرات، ذلك لأن الضمير الوطني غائب مادام المواطن يفضل الاستعانة بشبكات التهريب لإدخاله عبر طرق ملتوية إلى الوطن بدل المرور على النقاط الصحية وعرض نفسه لتقييم حالته الصحية واتخاذ الإجراءات الوقائية لسلامته وسلامة وطنه.
إننا نهيب بالضمير الحي للجيش، وبشجاعته وإخلاصه للوطن، ونتمنى أن يعي المسؤولية الملقاة على عاتقه المتمثلة في تأمين شريط حدود النهر المحاذية للجارتين من أي تسرب قد تكون وراءه شبكات التهريب التي تنشط في تهريب الأشخاص سواء من المواطنين العالقين على الحدود والقادمين من مختلف العالم، والذين على استعداد لدفع ما تطلبه هذه الشبكات حتى لا يمروا بالنقاط الصحية المشكلة لهذا الغرض.
ونعبر عن خاص شكرنا لما يبذله رئيس الجمهورية و حكومته برئاسة رئيس الوزراء من إجراءات مشددة لتحاشي الإصابة بداء "كورورنا"المستجد. ونأمل ينجينا الله مما ابلى به غيرنا من جراء هذا الداء العضال.