"لكوارب"أو "روصو" حسب تعبير الآخر رغم إطلالتها على نهر يمتد شرقا إلى أعالي النيجر، وغربا إلى المحيط الأطلس، على شكل شريط يفصل الحدود مع جارتنا سنغال..ورغم أنها معبر رئيسي يمر منه يوميا عشرات البشر جيئة وذهابا.. ومع أنها منطقة زراعية بامتياز وسياحية بما فيها وما حولها من جمال يمكن أن يجذب العالم من شتى أركانه، لو استثمر واستغل على النمط المدروس.
لكنها ظلت وما تزال – رغم الخيرات الوفيرة التي تنتجها من زراعة أرضها، وصيد نهرها.. والريع الوفير الذي تضخه في خزائن الدولة من مقدرات مداخل معابرها - المنطقة الصامدة على وجه شاحب بالغبار الداكن، والقمامة المتناثرة على الشوارع المهملة في انتظار لفتة من ابن بار يمسح الغبار عن وجهها ويكشف للعالم عن طبيعتها الخلابة..عن جمال نهرها الدافق العذب الهادئ.. ويزل التجاعيد والأخاديد التي تركتهما السنين على أديمها ويحولها إلى شبكة من الشوارع الأسفلتية النظيفة مبلطة الأرصفة مزدانة بالشموع تنير الطرقات والأزقة التي أصبحت في الليل كالمغارات المخيفة بسبب الظلام المطبق ، وفي حطام من الطين المتهالك يتساقط من هبة نسيم في النهار.
"لكوارب"..رغم السنين وتحولات الزمن ما يزال هيكل جاثم ظاهره كالمسنة الشائخة ذابت نضارتها وضعف عودها، ولم يبق غير ثروة هائلة يستغلها الأبناء والوافدين في صمت كجرة الذهب الخشنة التي لا يرد صاحبها منها غير ما في جوفها من ذهب.