تعتبر "عين الصحراء" بموريتانيا أو "قلب الريشات" كما يحلو للموريتانيين تسميتها من أبرز المعالم الجيولوجية في موريتانيا بل وفي شمال إفريقيا، تتميز بتكوينها الجيولوجي الفريد الذي منحها شكلا مدهشا احتار العلماء في وصفه ومعرفة سبب تشكله.
وتتكون عين الصحراء من حفرة كبيرة يبلغ قطرها نحو 35 كيلومترا، نتجت كما يقول أغلب العلماء عن اصطدام نيزك بالأرض، وتتكون الحفرة من تضاريس صخرية دائرية متدرجة من الأكبر إلى الأصغر، ويظهر هذا المعلم الجيولوجي الفريد من الفضاء الخارجي على شكل عين بشرية فعمق المعلم يشبه بؤبؤ العين أما التكوينات الصخرية المحيطة به فتشكل ما يشبه بطانة العين والجفن.
ولا يمكن الاستمتاع بجمال منظر "قلب الريشات" الا من خلال صور القمر الصناعي التي تظهر بدقة جمال العين وروعة ألوان الصخور وأشكالها الدائرية، أما في موقع عين الصحراء فلا يظهر جمال هذه التكوينات الصخرية.
وتقع عين الصحراء شمال موريتانيا تحديدا قرب مدينة وادان التاريخية، تحيط به الصحاري من كل ناحية ومنها جاءت تسمية "عين الصحراء".
أساطير الكنوز
ويقول الباحث الجيولوجي محمد الامام ولد بيروك إن جغرافية موريتانيا تغلب عليها الصحاري والأراضي المنبسطة، فالموقع الجغرافي والتركيب الجيولوجي ومظاهر السطح يغلب عليها الانبساط ويقتصر وجود المرتفعات على سلسلتين جبليتين في الوسط والشمال لا يتعدى علو أعلى قممها 950 مترا.
ويضيف أن هذا العامل هو الذي جعل "عين الصحراء" بمثابة الجوهرة التي تميز هذه الصحاري القاحلة والأراضي المنبسطة، هذا بالإضافة الى تكوينها الصخري الفريد.
ويشير الباحث الى أن السكان المحليين اكتشفوا هذه العين وكانت الأساطير تروج بينهم حول الكنوز التي يختزنها باطن هذه الأراضي، غير أن أول اكتشاف علمي يعود الفضل فيه الى الباحث الفرنسي تيودور مونو الذي زار المنطقة في ثلاثينيات القرن الماضي، بعدها زارت المنطقة عدة بعثات علمية وجيولوجية غير أن الأبحاث العلمية لم تتواصل لمعرفة أسرار هذه المنطقة.
ويؤكد أن هناك جدلا علميا حول أسباب هذه التكوينات الصخرية فبعض العلماء يقول إن هذه الحفرة ناتجة عن نيزك ضرب المنطقة وآخرون يقولون إنه بركان خامد قديم، ويضيف "آخر الدراسات التي أجريت حول المنطقة تشير الى انه ليس هناك ما يؤكد اصطدام جسم غير أرضي بالمنطقة وإن تغير شكل الصخور ناتج عن انفجار بركاني قديم