الحوادث- يصادف اليوم الجمعة فاتح مايو من السنة الجارية 2020. وهو مناسبة يحتفل فيها العمال من كل سنة.بتنظيم مسيرات يرفعون فيها مشاكلهم وتظلماتهم ومطالبهم للسلطات العليا. ومتنفس يجد العمال عبر العالم فيه فرجة للتعبير عن همومهم وتطلعاتهم.
لكن حلوله في هذه السنة جاء متزامنا مع الظرفية التي يعيشها العالم،بسبب انتشار فيروس كورونا كوفيد19 الذي خلق هاجسا وشبحا مخيفا للعالم. وما تفرضه الاحترازات للوقاية من تفشيه، جعلت السلطات تمنع جميع الاحتفالات والتظاهرات التي تقود إلى التجمهر. تجنبا للاحتكاك بين الأفراد حتى لا يكون في ذلك ما يقود لانتقال الفيروس من شخص مصاب إلى آخر سليم.
فاتح مايو في العاصمة نواكشوط، والولايات الداخلية الموريتانية يمر بصمت غير عادي، على عمال الشغيلة الوطنية، التي فرضت عليها الحالة الراهنة للبلد مثل جميع العالم، أن تحتفل في بيوتها،وترفع تظلمها ومطالبها عبر الفضاء الافتراضي. الفرجة الوحيد التي لم تستطع السلطات الإدارية والأمنية غلقها، مثل ما غلقت جميع منافذ مصدر الرزق على المواطن.
يحل فاتح مايو هذه السنة على الشغيلة الموريتانية في جو مشحون بألم الظلم، والتعسف والاستغلال، من لدن أرباب العمل،والشركات الاستثمارية، في وقت تزداد فيه وتيرة القوانين المنظمة لعلاقة العمل بين العامل ورب العمل،من لدن المشرع. فيما تقف السلطات إما مشلولة، أو متماهية مع تنفيذ هذه القوانين التي هي الملاذ الوحيد لهذه الشريحة من ظلم هؤلاء وتعسفهم واستغلالهم.
يحل فاتح مايو هذه السنة وآلاف العمال تستغلهم آيادي نافذة في مناجم التعدين بتازيازت، واكجوجت، والصيد في هوندونغ.. وغيرهم من الشركات التي استغلت تماهل السلطات في طحن العمال في رحى ماكينة العمل المهلك بلا حقوق أو رواتب تمكنهم من العيش.
يحل مايو هذه السنة وفرص العمل تتناقص، ونسبة البطالة تزيد، رغم الثروات الكبيرة التي يزخر بها الوطن، والاكتشافات النفطية الهائلة، والتي كان آخرها المقدرات للغازية.
فإلى متى سيظلم العامل مهموم بآلام الظلم والاستغلال .. في ظل تعطيل القوانين التي تنصفه من الظلمة والمستغلين..؟