الحوادث- يعيش مرضى الأمراض المزمنة حالة من الخوف والقلق تزيد من حدة المرض بسبب نفاد الأدوية التي تعد صمام الأمان لحياتهم، بحيث لا حياة لهم بدونها،وعدم وجودها يعني القضاء عليهم بالموت الحتمي.
فمنظر عشرات المصابين بالأمراض المزمنة مثل القلب والسكري والكلى في طوابير طويلة على أبواب الصيدليات للبحث عن الأدوية يبعث الشفقة والرحمة التي فقدها أصحاب الصيدليات الذين يحتكرون هذه الأدوية لرفع أسعارها إلى درجة لا يمكن للمسكين الذي لا يقوى على تدبر عيشه إلا بالكاد على الحصول عليها رغم أنه مضطر لدفع ثمنها لأن حياته مرتبطة بها.ويحمل الصيادلة مسؤولية نفادها إلى شركة الأدوية "كاميك" المسؤولة عن توريدها.
صراع الصيادلة و "كامك"..
فقد نشر مدونون في التواصل مواقع التواصل الاجتماعي عن خلاف نشب بين الصيادلة والشركة يحملون فيه الصيادلة مسؤولية نفاد أدوية الأمراض المزمنة للشركة الوطنية لتوزيع الأدوية المسؤولة عن توريد مثل هذه الأدوية، فيما ترد الشركة بوجود كميات كبيرة تم توزيعها على الصيدليات وتتهم الشركة الصيدليات باحتكار الأدوية للمضاربة بها.
خلاف بين الشركة والصيدليات يزيد من معانات المرضى الذين يتناقصون يوميا بسبب مضاعفات الأمراض المزمنة التي يحتكر الصيادلة أدويتها والوزارة مشبكة السواعد من غير تدخل لتوقيف نزيف الموت بين المصابين بالأمراض المزمنة.
جولة مندوب الحوادث بين الصيدليات ومخازن الأدوية ، والاستماع لبعض المرضى كشفت عن عمق المشكل، وتأثيره على المصابين، فقد التقى المندوب في إطار الجولة با"خيارهم "وهو أحد مرضى السكري يسكن في عرفات ويعيل على أسرة،ورغم ضيق الحال وقلة ما في اليد يقول أنه مضطر للبحث عن مجموعة من الأدوية لا حياة له بدونها، ومع ذلك يجد صعوبة كبيرة في الحصول عليها بسبب ندرتها تارة ، وأخرى احتكار الصيادلة لها، لرفع تسعرتها. ويتذرعون في ذلك بعدم وجودها، لدى الشركة"كامك" التي تستوردها,ويعبر المسكين بصعوبة تكسر القلب.
احتكار الصيادلة وعجز "كامك"..وشهادات ضحايا الأمراض المزمنة..
ويستمع إلى قصة سيدة طاعنة في سن مصابة في القلب وتعيش على مجموعة من الأدوية التي بفقدانها ستموت، منذ ما يناهز اربعة عشر سنة، تجوب العاصمة في البحث عن بعض هذه الأدوية مثل "CORVAZAL"ولكنها تقف عاجزة عن الحصول عليه رغم وجوده لدى بعض الصيدليات بتسعرة غالية. وتندب المسكينة حظها في عدم الحصول على الدواء الذي من غيره ستفقد حياتها.
ومع أن الوزارة قد أعلنت أنها قد وفرت مجموعة من أدوية الأمراض المزمنة بعد نفاذها من الصيدليات، وتتمثل هذه الأدوية في أدوية مرضى القلب، إلا أن المرضى ما يزالون عاجزين عن الحصول عليها، ويعيشون على أعصابهم بسبب الصراع الدائر بين الصيادلة وشركة توريد الأدوية "كاميك" يطحنهم رحا احتكار الصيدليات، وعجز شركة توريد الأدوية "كاميك" عن توفير الأدوية..
تقرير/ محمد محمود محمد الأمين