الحوادث- شارع"ديم"وهو أحد الشوارع التي لمعت وذاع اسمها بسبب تسميته التي نال حظا منها، والتي جاءت عفويا، بتصادف وجوده مع وفاة الفنانة العظيمة ديم منت أب.يقع هذا الشارع في نهاية القطاع الرابع من أحياء"ملح" أو ما يعرف إداريا بأحياء السعادة في توجونين. وبداية القطاع الخامس .
وتحول الشارع إلى ملتقى تنشط فيه الحركة التجارية مع الصباح الباكر طيلة أيام الأسبوع، بكل أنواع البضائع من مواد غذائية ولحوم واسماك وإلى ذلك من الحوائج الضرورية المستهلك.تابع في محلات تجارية بالجملة والتقسيط.
سوق شارع"ديم".. سلع في متناول الجميع..
ويعد سوق شارع"ديم" في متناول الجميع حيث يوجد فيه باعة الأسماك بمختلف أشكالها، ومختلف الأسعار. فقد خفف وجود السوق من وطأة بعد المسافة التي كان يقطعها سكان الأحياء في المنطقة والمنطق المجاورة لها مثل مناطق الترحيل، التي صارت طريقهم إليها معبد بالإسفلت بعد أكانت مجرد شارع رملي.
ويعيش في التكسب من السوق عشرات الأسر التي وفرت لهم حركة السوق زبناء لمختلف أنواع البضائع.
فحركة التسوق لا تقتصر على بضائع المواد الغذائية والأسماك والحوم، أكثر من اعتمادها على البضائع الأخرى مثل بيع الملابس المستعملة، وإلى غير ذلك من البضائع التي تجد رواجا في سوق حباه موقعه بأن كون ملتقى يقدم إليه الرواد من كل الجهات.فنقطة النقل النواة الأولى التي بني عليها السوق، والتي كانت وراء الحركة التي تطورت مع وجود محلات تجارية كبيرة هي الأخرى محل جذب لزوار للتنقل منها إلى الأحياء في المناطق المجاورة.
رغم التذمر المتبضعين من رواد من ارتفاع أسعار بعض المواد مثل الأسماك التي يصل كلغ الجيد منها إلى ما يناهز 200 أوقية جديدة إلا انها تبقى مقبولة في ظل وجود اسماك أخرى دون ذلك باسعار في مناول الأسر الأكثر هشاشة. ففي السوق يمكن الأسرة التي تعتمد على مصروف 100 أوقية جديدة من شراء اسمك"ابونه"لأنه من الأنواع الغير مستعمل لدى الشركات، وكذلك يمكن أن يحصل على أفراد من سمك"ياي بوي". هذا فضلا عن بيع لحم الضأن والمعز بالتقسيط، بحيث يمكن أن يحصل الزبون على قيمة مبلغ 50 أوقية جديدة كحد أدنى.
سمك"ابونه"و"ياي بوي"..غذاء بحجم الفقراء
فاطمة مواطنة من سكان أحياء الترحيل جاءت زارت السوق بغرض شراء بعض حاجات أسرتها.قالت إن سوق شارع "ديم" يجد فيه سكان الأحياء الشعبية المجاورة والبعيدة بحكم موقعها عن الأسواق في العاصمة بغيتها من الحاجات الضرورية خاصة مادة السمك بأسعار في متناول الأسرة الفقيرة التي ليس بمقدورها شراء الأسماك الغالية.فجل الأسرة في الأحياء الشعبية يطهون على موائدهم سمك"الياي بوي" ويحصلون عليه من السوق، رغم أن تجار السمك في السوق رفعوا من التسعرة التي كانت خمسة أواق جديدة للسمكة، تارة تصل إلى عشرة أواق جديدة، وقد تصل إلى خمسة عشر أوقية جديدة.
سعيد جاء من حي قريب من السوق حيث يسكن مع أسرة من سبعة أشخاص يعيل عليها بما يحصل عليه من راتب حارس في إحدى المؤسسات الخاصة.. يقول إن سوق شارع"ديم" له حظ من الاسم الذي سمي به.. فهو يعرف المكان إبان كان مجرد بيوتات متفرقة في حيز مرمل بسبب الكثبان المحيطة به، بحيث لم يكن بمقدور السيارة الاقتراب منه.
واليوم يقول المواطن صار ملتقى نشطا بالتجارة ومختلف البضائع والمتسوقين.. وقد وجدنا فيه –يقول المواطن- متنفسا من خلال تقريب البضائع التي نحتاجها، بدل التنقل إلى الأسواق في العاصمة، صار المواطن يحصل على حاجته من المحلات التجارية فيه، وبأسعار متقاربة مع أسعار الأسواق في العاصمة، رغم الغلاء.
"علي" والمهارة الضائعة..
"علي" مواطن يسكن في أحد الأحياء الشعبية في الترحيل ويدير في ورشة لإصلاح الشاشات نال هو الآخر حظه من رواج سوق شارع "ديم" حيث تعد ورشته المعروفة ب:ورشة "علي" وجهة أصحاب الشاشات المتعطلة.
بدأ "علي"العمل في مجال إصلاح الأجهزة الألكترونية منذ ما يناهز ثلاثين سنة من مجال المذياع ليتحول مع انتشار الشاشات في البيوت إلى إصلاح الشاشات، فكان العمل في مجال إصلاح الأجهزة الالكترونية هو مصدر لقمة عيشه إلى حد الساعة.
انتقل "على" بين الكثير من الأحياء في صراع مع الحياة وتقلباتها، إلى رماه القدر بعرفات حيث فتح ورشة لإصلاح الأجهزة في القطاع 11. ومنها انتشر اسمه بين سكان الأحياء القريبة منه وتوسع نشاطه في عمل إصلاح الأجهزة حتى صار له مساعدون يتقاسم معه العمل.
وقبل ثلاث سنوات انتقل إلى شارع "ديم" حيث فتح الورشة التي فيها الآن والتي يساعده فيها ابنه الذي يتدرب معه فيها على إصلاح الأجهزة الالكترونية في أقات العطلة والراحة المدرسية.
يقول "علي" إن العمل في إصلاح الأجهزة الالكترونية يحتاج إلى الذكاء والإتقان، وأن براعته في هذا العمل وغيره كثير من اللذين برعوا فيه لم تجد تشجيعا من لدن المستثمرين الذين لو وظفوا هذه البراعة ولو في التركيب سيفتحون لهم الفرص في تطوير ابتكاراتهم في المجال.
يقول "علي" أنه حاول في أكثر من مرة ابتكار أشياء جديدة من خلال عمله في إصلاح الشاشات، لكن قدرته كانت تصطدم بعدم الإمكانيات وغياب المشجعين.
ويطالب "علي" من المستثمرين ورجال الأعمال والدولة بالنزول إليهم لتشجيع مهاراتهم من خلال مساعدتهم ومشاركتهم في المجال التنموي...فما يعملون فيه جزء من العمل الفني الذي تعمل الدولة على تشجيع المهارة فيه حسب "علي".
م.حبيب الله