الحوادث- تعيش صباغة الملابس حالة ركود انعكست سلبا على أصحابها بالمعانات بسبب الإجراءات الاحترازية المشددة ضد انتشار وباء "كوفيد19".فعشرات النسوة والرجال يعانون منذ بداية الجائحة والإجراءات الاحترازية التي صحبتها من ركود وتكاسل في حركة الصباغة عقد سير حياتهم المعيشية.
فعشرات محلات الصباغة المحاذية لسوق العاصمة "كبتال" والتي كانت تنبض بحركة لا تعرف التوقف. شَل نشاطها وانقطع عنها ذلك الازدحام الذي كانت تشهده أوقات الصباح والمساء وما بينهما. والذي كان يضيق به الشارع حت تتوقف حركة المرور.
ومع ذلك ما يزال أصحاب هذه المحلات ينتظرون لعل وعسى أن يكشف الله الغمة ويفرج بخلو الوطن من جائحة كورونا لتعود الحركة إلى محلاتهم كما كانت أو أكثر ، ويستعيدون الفرحة التي كانت تغمرهم وهم يستقبلون زبنائهم الذين انقطعوا عنهم بسبب ركود السوق .
صور قاتمة ..
"جاب".. سيدة طاعنة في السنة معروفة لدى تجار الملابس بخبرتها في الصباغة، وبراعتها التي لايمكن أن يتنافس فيها ؟تعيش على ما تحصل عليه من صباغة الملابس المهنة التي ورثتها عن جدتها"كنب" يساعدها في العمل مجموعة تصرف لهم رواتب من ناتج العمل. تمارس "جاب" عمل صباغة الملابس منذ أكثر من ثلاثين سنة، لمع وانتشر اسمها بين التجار في السوق بسبب إتقانها للعمل.
تعيش"جاب" حسب قولها ظروفا صعبة منذ أن حلت جائحة كورونا التي أثرت على السوق، خاصة سوق الملابس الذي هو مصدر عملهم. فلم تعد "جاب"تحصل على الكميات الكبيرة التي كانت تحصل عليها من زبنائها التجار في السوق لصباغتها، وأثر ذلك على حركة محل الصباغة الذي تديره.
فلم تعد لديها القدرة المادية ما يمكنها دفع رواتب للمساعدين الذين يعملون معها في محل الصباغة، بعد أن تقلصت الطلبات من 200 و300 فضفاضة"دراعة" يوميا إلى 10 و 20 "دراعة" يوميا، وفي بعض الأحياء لا يحصلون على شيء. الأمر الذي جعلها تتخلص من المساعدين.
تقول "جاب" نحن نعاني ولا أحد يشعر بمعاناتنا، نشكو من مشكل توقف العمل الذي كان هو مصدر العيش الذي بدأنا نفقده، خاصة بعد صرفنا لما كنا نخزنه.. نحن نحتاج إلى المساعدة لأن العمل الذي كنا نحصل منه على المصروف فقدنا بسبب توقف الحركة.. لقد كنا نجني المال من هذه المهنة خاصة ايم المناسبات (الأعياد، المناسبات الاجتماعية).ز يطلبون منا التجار طلبات كبيرة نستفيد منها، ويستفيد منها العمال... والآن نحن ننتظر بفارغ الصبر انفراج هذه الضائقة التي خلقت لنا هذه الحالة من الكساد والركود في تجارتنا.
مثلها كثير في ميدان صباغة الملابس "سي" هي الأخرى تخدم عمل صباغة الملابس منذ فترة بعيدة.وجدن هؤلاء النسوة من مساكنهن – التي تعود ملكيتها للحكومة - فرصة القرب من السوق"سي" تدير محلا للصباغة منذ ربع قرن من الزمن لديها علاقات واسعة بتجار الملابس المحلية في الأسواق،يساعدها في المحل مجموعة من المساعدين يتراوح عددهم مابين 10 إلى 7 عمال حسب حركة العمل تصر لهم رواتب تصل إلى 4000 أوقية جديدة للعامل. لم يكن أن تعرضت لمثل هذه الفترة من كساد العمل. فقد تلقت "سي" ضربة قوية بسبب كساد الصباغة وركود التجارة في محلات بيع الألبسة المحلية التي يستفيد محلات الصباغة من صباغتها.
"سي" ما تزال تحتفظ بعمالها في انتظار انفراج الأزمة وعودة العمل إلى حالته ، تدفع لهم نصف الراتب الذي كانت تدفعه لهم، رغم أن العمل متوقفا حتى لا تفقدهم، وتتمنى من الله أن يفرج قريبا.
عيون حائرة.. وسؤال تبحث عن جواب..؟
عيون تبحث في كل الاتجاهات عن زبون كان .. وأخرى حائرة في ما تخبئه الأيام في ظل الظرفية القاتمة.. وسؤال لا يجد من يجيب عليه .و إلى متى .. والحال على هذا الحال..ركود..وكساد..؟
تقرير/آمنة أحمد