الدرك..ووزارة الشؤون الإسلامية.. ومعاناة إمام.؟

سبت, 06/13/2020 - 13:11

الحوادث- عبد الله  مواطن ينحدر من أحدى مقاطعات ولاية الترارزة  القريبة من العاصمة نواكشوط.. إمام مسجد بإحدى القرى فيها تعرض قبل فترة لوعكة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى ب"لكوارب" عاصمة ولاية الترارزة، حيث تم رفعه من قبل الإدارة في المستشفى إلى مركز الاستطباب الوطني بالعاصمة نواكشوط في منتصف شهر رمضان 10/مايو/2020 ، وتابع الاستشفاء في مركز الاستطباب الوطني مع الاخصائيين الذين واكبوا علاجه حتى تماثل للشفاء.. ثم نصحوه بزيارة المركز على الدوام حتى يشفى.. وخضع عبد الله لجلسات علاج حتى كتب له الطبيب الرئيس أنه تماثل للشفاء، وعليه العودة إلى موطنه وذلك قبل أسبوع05/06/2020،وقدم له شهادة تثبت أنه كان يتعالج  لتقديمها للسلطات القائمة على المعابر الحدودية.

نقاط الدرك.. وخيبة الأمل..

واستقل عبد الله سيارة يقودها "دركي" سابق ينقل بين القرية التي يسكنها المواطن، والتي تدخل في المجال الجغرافي لولاية الترارزة  والعاصمة نواكشوط .وعند أول نقطة تفتيش درك قدم المواطن عبد الله شهاداته الطبية التي تثبت أنه كان قد رفع من مستشفى "لكوارب" إلى مركز الاستطباب بالعاصمة نواكشوط، وكذلك شهادة الطبيب الذي أشرف على علاجه لرئيس الفرقة  طمعا في أن  يشفع له ذلك في العبور  إلى قريته حيث محظرته ومسجده وأسرته التي طال غيابه عنها بسبب مرضه.

جاء رد رئيس الفرقة بعد أن تشاور مع سائق السيارة قاسيا على المواطن ومخيبا لأمله .. "عليك أن تعود للعاصمة حتى تحصل على إذن موقع من قبل السلطات الأمنية" .. وأمر بفتح الطريق لعبور السائق.

وقف  عبد الله محتارا غير قادر على ازدراد المرارة التي أحس بها ثقيلة في بلعومه.. وعيناه تتبع  سيارة "الدركي" السابق وهي تلتهم الشارع  نحو قري.

 بعد انتظار طويل استقل سيارة إلى العاصمة حيث عاد إلى منزل السترة التي كان ينزل ضيفا عندها. مشتت الفكر متردد في  الخطوات التي سيتبعها للحصول على إذن للعودة إلى قريته.

 كان يعتقد أن ما حصل عليه من شهادات طبية تثبت أنه كان يتعالج  من المرض كافية من الإذن للعبور .

 

قيادة الدرك.. والإعراض عن تنفيذ القانون

اقترح عليه البعض أن يعرض الموضوع على قيادات في الدرك .. وذهب رفقة مجموعة من العارفين بالعاصمة، للقاء مسؤول تجمع الدرك الذي تتبع له نقاط التفتيش .. وبعد انتظار طويل أمام الثكنة في توجونين على شارع عزيز خرج عليهم رئيس مركز  الحراسة على الباب واخبرهم أن القائد ذهب إلى منزله ولن يعود إلى القيادة إلا في المساء، بعد أن زودهم برقم هاتفه.. في المساء عادوا إلى الثكنة لبحث عن القائد بعد أن أعياهم الحصول عليه عبر الهاتف.. آملين أن يلتقوا بالقائد ويساعدهم في مهمة السماح للإمام بالعبور إلى مسجده ومحظرته .. لكن رئيس فرقة الحراسة  أخبرهم أن القائد لم يعد للثكنة..رغم معلومات حصلوا عليها تثبت أنه داخل الثكنة.

وزارة الشؤون الإسلامية..كورونا.. والحرس الأجلاف

وبعد ذلك عرض عليه البعض أن يعرض موضوعه على وزارة الشؤون الإسلامية بما أنه إمام راتب ويتبع لها.. وفي صباح يوم أمس الجمعة توجه إلى الوزارة.. وبعد بحث في أنحاء من العاصمة اهتدى إلي مكانها قرب مجمع "أتاك الخير" في ركن قصي من تفرغ زينه على شارع "صكوك".. وعلى الباب منعه بعض الحرس من دخول الوزارة. متحججين أن المكاتب خالية من الإداريين والعمال بسبب إصابة الوزير فيها بجائحة كورونا.. ولكنه لم ييئس من الانتظار على مقربة من الباب الرسمي الذي منعه الحراس من الاقتراب منه لعل وعسى أن يأتي الله بالفرج.. وخلال انتظاره تحت سعير الشمس الحارقة

لبات ولدخيري ..والمثالية الفريدة

 ظهر شخص تبين  له من هيئته  أنه تختلف عن الحرس..وخاطبه من مكانه .. فطلب منه الرجل أن يقترب ليعرف منه مهمته.. وعندما عرض عليه مهمته.. وجده يتمتع بأخلاق فاضلة عكس احرس على الباب، طلب منه أن يدخل معه إلى غرفة الحرسة ليشرح له بالتفصيل المهمة التي جاء من أجلها.. وبأذن صاغية استمع الرجل الذي كشف انه رئيس دائرة الحرس في الوزارة..وبخلق طيب رفيع وحفاوة استقبال ساعد الرجل الإمام ببعض أرقام المدراء منهم المعني بالمساجد والكاتبة الخاصة التي  تحججت له أنها معفية من العمل بسبب ظهور كورونا في الوزارة .. ومدير المساجد ولد صالح لم يتفاعل معه وقطع عنه الاتصال.. وعند ما لم يجد مساعدة من هؤلاء  طلب منه رئيس الحرس الأوراق التي تؤكد أنه كان يتعالج ورفعها إلى الأمين العام في مكاتب رغم أن الحرس قد أكدوا له أن الإدارة خالية من جميع المسؤولين.. وبعد وقت عاد رئيس الحرس بجواب أن الموضوع لايعني الإدارة مادام لم يرفع باسم الوزارة. ومع ذلك فهي ترسل بعثات إلى الداخل ويمكن أن تضمه إلى إحدى هذه البعثات إذا وجدت..

وودع الإمام رئيس الحرس  لبات ولد خيري الذي فعل المستحيل من أجل مساعدته ممتنا له جهوده التي بذل معه.. وهو يلهث عليه بالشكر..

العودة إلى دوامة .. القلق..

وتابع الإمام طريقه في بحثه عن طريق يمكن بها أن يعبر إلى أسرته ومحظرته ومسجده الذي اشتاق إليه.. من غير أن يتبع طرق التسلل .. في ظل رفض الدرك شهادات الأطباء ومذكرة رفعه من مستشفى لكوارب..الدرك..ووزارة الشؤون الإسلامية.. ومعاناة إمام.؟