الحوادث- "آسى".. يخدعك بتودده وحيويته، وهو يستقبلك على باب مفوضية الشرطة..يوهمك أنه هو الكل في الكل .. يمكنه تذليل كل الصعاب لتصل إلى مهمتك.. يؤكد لك الوهم من خلال علاقته بالمفوض، وسعيه بين المفوضية وشركات الاتصال.. وأنه وكيل البحث في الكشوف التي تصدر عن الشركة.. وقيد الحديد الذي يعلقه على جانب وغمد المسدس في الجانب الآخر.. ومرافقته لعناصر الشرطة في لباسه المدني وكأنه القائد.. يأمر وينهي..والاهتمام الزائد الذي يجده من رئيس المفوضية.. يرسم لنفسه صورة الشرطي في مخيلة الزبون حتى يذعن لجميع ما يطلبه وهما أياه أنه الوحيد الذي يمكن أن يحصل على مسروقاته .فهو الذي يتعقب اللصوص ويقبض عليهم.
عشرات الضحايا سقطوا في براثن احتيال ونصب.."آسي".صاحب القامة المتوسطة والجسم النحيل ، والجمجمة الصغيرة.. والعينان غائرتان في مقلتين صغيرتين من التعب.
تقرب كثيرا من دوائر أقسام الشرطة القضائية ، وتمازج مع عناصر الشرطة التي تعمل فيها، ومن خلالهم، وبفعل نشاطه وحيويته تسلق إلى مكاتب المفوضين..فأخترقهم بتودده وتقربه حتى صار اليد التي يبطشون بها .
شارك في مطاردات ومداهمات ومتابعات ، وصنع من وجوده بين أقسام الشرطة القضائية والتقرب من المفوضين صورة يبتز بها المشتبه فيهم ويضغط علي ذويهم ويهددهم بها.
ظلم "أماه"..مثل حي من قصص "آىسي"...
قصص"آسى" مع الابتزاز والاحتيال لا يمكن أن تحصر في الكشوف التي كان يتولى متابعتها في أقسام الشرطة القضائية، ومحولات البحث التي تصدرها النيابة ..ضحاياه في هذا المجال لا تحصى.. الحديث فيها سنؤجله حتى لا يشغلنا عن الحديث في ملف مهم من ملفات "آسى" التي كانت الضحية فيه مواطنة شريفة ليست من أصحاب السوابق .
أنها"أما".. مواطنة مسكينة تعيش على عرق جبينها .. تعمل في كل شيء شريف حتى تؤمن لأبنائها مصدر روق تربيهم به وتصرف منه عليهم..تصنع الموائد في المطاعم .. وتحي السهرات المديحية .. تم القبض بالصدفة على ابنها مع جمع من المتهمين .. كشفت الشرطة في التحقيق الذي قامت ب أنه بريئ من التهمة محل التحقيق .. استغل "آسي" الفرصة واتصل على المسكينة ولعب على غباءها وخوفها من الشرطة.. وذهب بها بعيدا عن مباني المفوضية وفخم لها ملف ابنها مدعيا لها انه شريك لعصابة قامت بسرقة هواتف ومبلغ مالي من سبعين ألف أوقية قديمة..ولكنه تدخل حتى لا يحال ابنها إلى السجن، وطلب من المفوض أن يخفف عنه بالإفراج مقابل مبلغ 70 ألف أوقية قديمة.. وعندما تدفعها له سيفرج عنه.. ذهبت المسكينة، تضرب بين أخواتها وقريباتها تجمع منهم حتى حصلت على المبلغ وقدمته له.. وأخلي سراح ابنها الذي ستكتشف بعد ذلك أنه بريئ وأن "آسى" نصب عليها ليحصل منها على المبلغ..
مرت تلك القصة .. لكن السيدة "اماه" التي تسكن في الترحيل التابع لقطاع شارع"ديم" بتوجونين .. ظهر لها "آسى" بينما كانت تحي حفلة ساهرة، وهددها أمام ابنها الذي استشاط غضبا.. لكنها تدخلت لأن المكان لم يكن مناسب ولجمت ابنها.. بعد أيام أوقفت دورية للدرك ابنها في مفوضية للشرطة .. وتفاجأت السيدة وهي تبحث عن ابنها في المفوضية بوجود "آسي" الذي طلب منها مبلغا ماليا .. اعتذرت له أن المبلغ ليس لديها وأعطته مبلغ 2000 أوقية قديمة.. وغضب ابنها الذي أقنعها أن دورية الدرك أوقفته لأنه خالف وقت حذر التجوال .
لم ينتهي استغلال "آسي" لوجوده إلى جانب الشرطة ومعاونتهم لابتزاز السيدة على ذلك.. لا لشيء .. إلا أن ولدها تم توقيفه لدى المفوضية..وهذا كافيا في فلسفته ليجعل لديه عليها مغرما تعطيه له كل ما التقت به .. وهو الأمر الذي يغيظ ابنها الذي هدد بقتله إذا تعرض لوالدته يوما.
المسكينة حضرت إلى مكتب الحوادث لتحكي قصتها مع "آسي" لعل السلطات الأمنية التي يتعامل معها "آسي" تدرك خطر التعاون معه.. وتكشف لهم أنه يستغل وجوده إلى جانبهم لانتحال صفة الشرطة والابتزاز بها..وهو أمر يعاقب عليه الشرطي الراتب.. فكيف بمنتحل صفة شرطي..
وتنذر "آسي" من التعرض لها حتى لا ينفذ ابنها وعده فيه بالقتل .