عربات نظافة ودخل يسير في بلديات عاجزة ..؟

خميس, 07/02/2020 - 15:51

الحوادث- وجد سكان الأحياء الشعبية في عربات النظافة بديلا عن عمل بلديات عاجزة عن القيام بأي مجهود في سبيل النظافة.. فقد خلقت الحاجة الماسة للحصول على مصدر العيش لدى المواطن في الأحياء الشعبية بمقاطعات نواكشوط  ساعين على عربات يطرقون الأبواب بغرض خدمة التنظيف أو حمل القمامة مقابل مبلغ زهيد يتراوح بين 100 أوقية قديمة إلى ميأتين.

وبسرعة البرق انتشرت هذه العربات التي تجرها الحمير، وعلى كل عربة كيس بالحجم الكبير حتى يحمل أكبر قدر ممكن من القمامة، وبذلك لم يعد حمل القمامة التي يجمعها أصحاب المنازل في أكياس في منازلهم يشكل عائقا في وجود مثل هذه العربات التي تجوب الشوارع والأزقة وتختلف بين المنازل لحمل القمامة.

لكن يبقى مشكل  الحرص إزاحة القمامة المتكدسة من تفريغ أصحاب هذه العربات هو المطبة  التي تحتاج إلى متابعة ورقابة من الجهات المعنية الغائبة بسبب عجزها عن تحمل دور النظافة، وتعلق فشلها على عدم وعي المواطن وامتثاله لأوامرها المتمثلة في جمع الأوساخ في أكياس على الشارع، لتمر عليه شاحنات النظافة.. وهذه الفكرة والإجراء الذي عملت عليه البلدية كان وراء انتشار القمامة على الشوارع بشكل واسع،عرض المواطنين للكثير من الأخطار والأمراض.

مواطنون يبحث عن لقمة العيش في جمع القمامة

موسي مواطن ينحدر من ولاية سيلبابي، يعيل أسرة من خمسة نفر، وليس لديه من مصدر يوفر لهم عيشهم به غير عربة يجرها حمار.اشتراها مع قدومه إلى المدينة ببعض المال حصل عليه من بيع آخر ما بقي لديه من الماعز..وكان يعمل في بيع الماء أيام قبل أن تزود شبكة المياه المواطنين بالماء في الأحياء.. واضطر إلى العدول عن بيع الماء بسبب عدم الفائدة.. واقترح عليه بعض المقربين العمل في حمل القمامة من المنازل والخدمة في النظافة..ومنذ بدأ العمل في هذا المجال وهو يحصل على دخل يساعده في العيش.

يشكو المسكين من الإتاوات التي تفرضها البلدية، رغم أنه يحمل عنها عبئا كبيرا تعجز عن القيام به..بدل مساعدته وتخصيص مبالغ مالية لأصحاب هذه العربات التي تنشط في التنظيف.

يحمله المسؤولون في البلدية مغبة رمي القمامة وتكديسها في الساحات العمومية المهجورة والشوارع.. في الوقت الذي يتحجج هو أيضا بأن البلدية لم تخصص أماكن لجمع القمامة لتحملها شاحنات القمامة في جهوية نواكشوط.

سيدي مواطن موريتاني ينحدر من أحدى المقاطعات التابعة لولاية الترارزة يعيل هو الآخر على أسرة من ثمانية نفر بينها طفل يعاني من مرض مزمن،يتعالج منه في مستشفى أعصاب، وعلاجه يتطلب وصفة لا تنقطع، وهذه الوصفة تشترى كل نهاية شهر بما يناهز 25 ألف من الأوقية القديمة، هذا فضلا عن الأدوية الأخرى، وتكاليف العيش التي تحتاجها الأسرة.

عمل سيدي فترة مع شركة للتنقيب سائقا قبل أن يتعرض لحادث في الشركة، ويصاب بإعاقة في رجله..ويطرد من المؤسسة بدون أدنى حق.. رحمه أحد المحسنين وقدم له مبلغا ماليا دفعه من عربة يجرها حمار استغلها في حمل النظافة من المنازل.. يظل يتردد بين المنازل يحمل على عربته أكياس القمامة مقابل مبلغ 100 أوقية قديمة للكيس.. اضطر إلى الاستعانة بابن له في العمل المجحف..

لا أحد يرحم ضعف هؤلاء ويتألم لمعاناتهم.. وما ينتظر أبناءهم من مستقبل مظلم في ظل الحياة التي يعيشونها بين أحضان آبائهم التي فرضت عليهم الحياة أن يقاسوا المرارة..