الحوادث- تعيش مقاطعة "امبود" في ولاية غورغول في الجنوب الشرقي من موريتانيا صراع دائم مع العطش، والظلام، وغياب التنمية،مما جعل الساكنة تعاني من ظروف صعبة في ظل غياب الحضور التنموي من الدولة.. خاصة في ظل الإجراءات الاحترازية للوقاية من جائحة فيروس كورونا.. حيث تشهد المقاطعة التي يسكنها ما يناهز 12 ألف ساكنا ظلاما متواصلا بسبب إهمال شركة لكهرباء.. هذا فضلا عن العطش الذي خلف بين الساكنة قلقا وخوفا على الصغار والعجزة الذين لا يتحملون عدم وجود الماء.
صورة بشعة تعيشها المقاطعة منذ فترة طويلة أسست لغضب جارف بين السكان من الإدارة والنظام الذي لم تبدر منه بوادر تؤكد عزمه على إنجاز التعهدات التي كان قد وعد بها والمتمثلة في توفير عيش رغد، وحياة سلسة تمكن المواطن الضعيف من العيش في ظروف اجتماعية وصحية كريمة.
لم تتغير الظروف القاسية التي يعيشها سكان مقاطعة"امبود"، من صعوبة الحصول على الماء،والكهرباء.. خاصة في ظل الظروف المشددة .، والتي كان من المقدر أن توفر فيها الدولة للمواطن الكثير من الإمكانيات والمستلزمات التي تمكنه من مجابهة الفيروس،بحيث أن المواطن في "امبود" عاش طيلة الأشهر الماضية بلا ماء والذي يعد ضرورة من ضرورات الوقاية من الفيروس، فقد اضطر السكان إلى جلب الماء من الآبار والحنفيات الغير معقمة بسبب الحاجة الماسة للشراب.
كما عاش لحظات صعبة مع هواجس الظلام المخيم الذي اعتاد عليه السكان مما اضطرهم إلى استعمال القناديل للإنارة.
مشاهد مقززة ومخيفة تلك التي عاشها ويعيشها سكان مقاطعة "امبود" من غير ولو لفتة من ممثلي الساكنة في البرلمان الذين وصل صمتهم إلى حد البكم عن الحديث في الموضوع المقلق، والذي سيشكل يوما ما الجذوة التي ستشعل الشارع.. إذا ما تدخلت السلطات المعنية للتغلب على المشاكل التي يعيشها السكان.. والتي لم يعد لديهم صبرا عليها.
أحد أبناء المقاطعة والناشطين في سياسة المقاطعة وعضو مجلس الجهة في ولاية كركل الأستاذ التهامي ولد سيدي محمد يقول في تصريح حول موضوع المعانات التي يعيشها سكان "امبود" إنها حالة لا يمكن السكوت عليها.. وعلى السلطات المعنية تدارك الوضع، وحلحلته قبل أن يتجاوز السيل الزبي..
ويستغرب الناشط التهامي التجاوزات التي تقوم بها شركة الكهرباء ضد السكان، والمتمثلة في ابتزازهم،وفرضهم على دفع فواتير الشهور التي تبرعت الدولة بتحملها رغم أنها فواتير على الظلام فقد الكهرباء مقطوعا عن المقاطعة طيلة الفترة وحتى الآن..ومع ذلك فرضت الشركة على السكان أن يدفعوا فواتير الأشهر الماضية.
نفس الحال يعيشه السكان مع الماء وجميع المقدرات التنموية التي كان من المفترض أن يستفيد منها سكان المقاطعة التي تعد ثاني أوثالث مقاطعة على مستوى الوطن من ناحية الكثافة السكانية حيث تتكون من تسع بلديات تعيش فيها121الف نسمة..كما تعد كذلك من بين أهم المدن التاريخية العريقة من حيث الأقدمية التاريخية والتنوع الثقافي..هذا فضلا عن موقعها الذي يمتاز بالزراعة والرعي .فموقعها القريب من ضفة النهر يعطيها طابعا متميزا عن غيرها من المقاطعات. خاصة أن الطبيعة حظيت بمرتفع" واو" وثاني أ كبر سد بموريتانيا (سد فم لكليته).
وليس من الإنصاف تهميش مقاطعة تحتضن كل هذه الثروة.. ويكون مصيرها النسيان في الظلام والعطش ..فيما ينعم غيرها من المدن التي لم يحبوها الله بما حبابه "امبود" في رخاء ورغد من العيش..ودعة من الحياة.. حسب الناشط السياسي والأستاذ التهامي ولد سيدي محمد.
وطالب الناشط باسم ساكنة مقاطعة "امبود" رأس النظام بالتدخل العاجل لفك الظلام والعطش عن ساكنة المقاطعة، والتحرك السريع في تعزيز البنى التنموية التي كان قد وعد بها في برنامجه الانتخابي للرفع من مستوى المقاطعة .