الحوادث- ملتقى (BMD)في قلب العاصمة نواكشوط ، حيث السوق الكبير للعاصمة مركز الحركة والنشاط التجاري ،والمرافق العمومية.. وحيث وجهة المتسوقين، وأصحاب الحاجات.
يعرف هذا الملتقى الذي نشأ مع بناء الدولة الوطنية، بداية الستينات من القرن الجاري، حركة يومية دائمة، فلا يكاد يخلوا من المارة والمتسوقين، والزوار من مختلف مناكب ولايات نواكشوط الثلاثة، والقادمين من الولايات الداخلية للبلد، وحتى الوافدين من الخارج.
ويمثل الملتقى نقطة تقاطع بين جميع نقاط النقل في العاصمة، سواء ذلك القادم من اقصى الميناء غربا، أو من أقصى تيارت شمالا، أو أقصى توجونين شرقا، أو أقصى الرياض جنوبا..فالكل سيلتقى في مركز الدائرة في العاصمة (B MD).. ذلك لأنه بمثابة النقطة الوسط في قلب العاصمة النابض بالحركة.
ومع وجود الأسواق المطلة عليه بمختلف أنواع التجارة.. ومع أنه يمثل دوار، وتقاطعا لأكبر نقطة تماس بين جميع دائر العاصمة،ومع وجود الأمن المرابط من (شرطة، وأمن طرق، وحرس،ودرك)فقد احتل هذا الدوار من طرف الباعة المتجولون، الذين لا راحم لهم غير أرصفته للتهرب من جباة الضرائب. واستغلوها بشكل دائم للكسب من بضاعتهم التي يعرضونها على أشكال فنية تجذب المتسوق برعة تنميقها، وتنسيق وضعيتها على جنبات رصيف الدوار،بشكل يشد الزائر الذي يجد نفسه مضطرا للوقوف عليها والشراء منها .
فصورة عروض الأحذية على أرصفة الملتقى وهي مرصوصة، ومنمقة على أشكال متباينة، في مساحة طول وعرض الرصيف،ما بين أشكال مثلثة وأخرى مكعبة، ومستطيلة، ودائرية،على نمط متناسق ، يحاكي صورا فتوغرافية، ولوحات رسمت بشكل بديع .
يعيش تجار الأحذية على أرصفة الملتقى صراعا دائما مع الجباة، والشرطة والحرس وأمن الطرق الذين يحتشدون لبسط النظام والأمن في المنطقة.
عالي.. شاب تخرج من كلية القانون في جامعة نواكشوط قبل سنوات، وعاش فترة من البطالة بعد التخرج، وانتظار التوظيف، شارك في أكثر من مسابقة، لكن الحظ لم يحالفه.. ودفعته الظرف السيئة التي تعيشها أسرته إلى العمل في مجال التجارة المتنقلة(اتيفي)بين المقاطعات في الملابس المستعملة، والأحذية المصنعة محليا.. وقاده العمل إلى التجارة في الأحذية المستعملة التي يستوردها تجارة الملابس المستوردة.. فصار يشتري كميات منها ويقوم بتنظيفه، ومعالجته وتلميعه، ويعرضه على الرصيف الملتقى، وبدأت حالته الاقتصادية تتحسن، رغم المواجهة العنيفة التي كان يتلقاها من المنافسين له في الملتقى، من الأجانب الذين كانوا أول من استأثر بالرصيف لعرض الألبسة والأحذية المستعملة .