الحوادث- يستقبل المواطن عيد الأضحى المبارك الذي يكون حسب قرار لجة الأهلة يوم الجمعة الموافق 31 /07/2020 بقلوب فرحة وأياد فارغة، بسبب الحالة المعيشية المزرية التي خلقتها الظروف الناتجة عن الحجر الصحي الذي فرضته الدولة على المواطن للوقاية من فيروس كورونا.
فمع الارتفاع المذهل في أسعار الأضاحي بسبب الصفقة التي كانت السلطات الموريتانية قد عقدتها مع الجمهورية السنغالية الجارة والتي بموجبها تحصل السنغال على كميات كبيرة من الأضاحي في كل مسوم عيد أضحى. الأمر الذي رفع سعر الأضحية مما جعل المواطن غير قادر على تقديم أضحية بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
عشرات الأسر في العاصمة قلقة بشأن مصير أبنائها الذين لن يحصلوا على الملابس في هذا العيد، بسبب عجز آبائهم عن تكلفته،وليس لديهم بارق أمل بالمساعدة في توفيره، خاصة في ظل الأزمة التي تعيشها المؤسسات الخاصة والعامة، والتي تنذر بانتشار بالبطالة بين اليد العاملة.
صور من واقع مر...
فاطمة مواطنة في الخمسين من العمر تسكن حي الترحيل 18 تعيل على أسرة من ستة أبناء والدهم سقيم إثر شلل عصبي في أحد أطرافه، أقعده عن العمل حيث كان حمالا بين عشرات الحمالين الذين يتكسبون من التفريغ في الميناء المستقل. وبعد العجز الذي أقعده لم يعد لدى الأسرة من معيل غير والوالدة السالمة التي تعمل في بيع الخضار والأسماك، تحت عريش من الخشب والقماش على رصيف أحد الشوارع الداخلية في الحي لكسب مصاريف حاجة الأطفال وأدوية زوجها الضرير.. تحاول بكثير من الجهد جمع ما يسد ثغرة جوع الأطفال ..لكن عجزها عن توفير الملابس وما يطبع الفرحة والبسمة على وجوه الأطفال بشراء لهم بعض مغتنيات من العاب وغيرها مما يفرح الأطفال في مناسبة عظيمة مثل يوم عيد الأضحى يحزنها.
محمود شيخ طاعن في السن من سكان حي ترحيل توجونين يعمل على عربة متهالكة يجرها حمار تضعضع ظهره من الإرهاق والتعب، ولم يعد قادر على تأدية العمل المنوط به من جر العربة المحملة بالقمامة التي يحصل على حملها من المنازل على مبلغ يجمعه ليوزعه في المساء على حاجة الأسرة التي تتكون من ثمانية أطفال وأخت مريضة بالربو، وزوجة مريضة بالسكري والقلب تحتاج إلى المال لشراء أدوية غالية ، خاصة في هذه الفترة التي انقرضت فيها أدوية الأمراض المزمنة.. يتألم محمود كثيرا وهو يرى أبناء غيره يمرحون في ثياب جميلة، ويشترون الألعاب ، وهو عاجز عن توفير لحما ليسد به جوع أبنائه في مناسبة مثل مناسبة عيد الأضحى .