الحوادث- كان المكان حي شعبي بتوجونين.. والزمان ليلة عيد الأضحى..والظلام يضرب بملاءته السوداء القاتمة على الحي الذي هدأ للسكون، بعد ليلة من الصخب ولفرحة والسرور بزواج جارتهم الفتاة الجميلة، الخلوقة.
وعاد الجميع إلى منازله ليركن إلى مضاجعه.. الغرفة الوحيدة التي ما تزال تحتفظ بنور خافت ينبعث من نافذ حمام الغرفة الداخلية المخصصة للنوم.. غرفة العريسان اللذان يتهيئان لقضاء ليلتهما الأولى، بعد سنوات عاشاها من الانتظار.
سمع العريس وقع أقدام وخشخشة خارج المنزل، فيما كانت العروس، تستبدل ملابسها، وتصلح بعض الشؤون الخاصة بها.. خرج العريس من الغرفة ليتأكد.. لكنه لم يلاحظ غير الظلام الدامس المخيم حول المنزل، والصمت المطبق .
عاد أدراجه إلى غرفة النوم حيث العروسة في انتظاره، لتفاجأ بوجود جلف طويل القامة، يرتدي سربالا قصيرا، ويغطي وجهه بلثام، وقد وضع سكينا حادة على رقبة عروسته، ويده الأخرى يجذبها بشعر رأسها، ويهدده بذبحها إذا هو تكلم ببنت شفة،أو أبدى حراكا ينم عن مقاومة.
وبينما العريس يفكر متسمرا على عتبة باب الغرفة، غافله جلف آخر من الخلف وضربه على الرأس حتى سقط على ركبتيه، وكمم فمه، وقيد يداه وراء ظهره، مع قدميه، وجره إلى ركن داخل الغرفة.
وقام الجلف بعد تقييد العريس بتفتيش الغرفة، وقلب جميع الأثاث بحثا عن المال، وما خف حمله وغلى ثمنه..والجلف الثاني منتصبا قابضا على رأس العروسة وسكنه على رقبتها.. يتابع زميله وهو ينثر الحقائب والحشايا ويفتش كل شيء...
بعد أن انتهي الجلف من البحث في الغرفة، وجمع كل ما حصل عليه.. نظر إلى زميله، وتبادلا عبارات وغمزات سريعة..بعدها أقدم أحدهما على حشو فمها، وتكميمه.. بينما طرحها الثاني أرضا على السرير الصغير الذي كانا العروسان قد أعداه ليقضيا عليه ليلتهما الأولى.
وهجما العلجان على العروس واغتصباها بوحشية ، وعلى مرأي من عريسها المقيد في ركن الغرفة ينثر دمعا ساخنا على عروسته التي تركاها العلجان بين الحياة والموت غارقة في دمها.. واختفيا في الظلام بعد أن اقترفا جريمتهما البشعة..في ليلة عيد الأضحى.. وعيد بزواجهما..