عزيز يحاول إخفاء مظاهر الارتباك..
الحوادث- بدا محمد ولد عبد العزيز على غير عادته، يتعرق كثيرا،ومرتبكا إلى درجة أنه ينزعج من ضجيج المؤازرين له في القاعة.. لا يحتمل الأصوات التي تنبعث منهم المتمثلة في الزغاريد تارة والتصفيق تارة أخرى.. كالذي يحاول أن يستجمع قوى ليجابه بها حضور الصحافة.
كان كل شيء يتحرك بأمره، وكأنه جنرال العسكري في ثكنة من الجيش يصدر لها الأوامر.. لا يريد لأي شيء أن يكون إلا حسب ما يريد، وما يقرر هو.. ينادي تارة لولد جبريل.. لصدر له أوامره، ويجيب الآخر سريعا بالطاعة.. حتى أنه كان ينهر بأعلى صوته بعض المعاونين في تنظيم وضبط القاعة.. كان كثير التركيز على الصحافة في القاعة، إلى درجة أنه كان يسأل عن أشخاص، على وجه الارتياب، وكأنه يتوقع أن وجود جواسيس من بين الصحافة.
حاول بكل جهد أن يكون متوازنا.. لكن العرق المتصبب خانه في أخفاء خوف داخلي أو شيء ما يهز كيان ولد عبد العزيز الذي كان يظهر في مؤتمراته قويا رصينا، هادئا مرحا في أجوبته.. فقد ولد عبد العزيز لمسة المرح مع الصحافة..بل كان جلفا إلى حد أن اتهم بعضهم بمحاولة استدراجه للاعتراف وكأنه متعاونا مع الشرطة.
الأموال تجمع من :الغصب أو السرقة أو العمل..؟
كما كان الحضور المآزر له من الوزراء السابقين قليلا إلى درجة أنه لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة إذا ما أضفنا في الحساب ولد جبريل الذي كان يتقلد منصب النادل تارة، والمنسق تارة بين الحرس على الباب وعبد العزيز.
لم يتحدث بانسياب في المقدمة ، وأختصر على وصف النظام بالانحراف عن الديمقراطية، والعدالة واختراق القانون، وبأن وزارة الداخلية لعبت دور الطرف برفضها الإجراءات القانونية حسب زعمه التي اتبعها الحزب الاشتراكي الوحدوي في تغيير مكتبه.
كل الإجابات التي قدمها ولد عبد العزيز في المؤتمر حول مصدر الأموال التي حصل عليها، والتي جعلت منه ثريا لم تكن مقنعة. بل كانت حججا ضده ومسوغا للشك فيه.. خاصة أنه كرر في أكثر من مرة أن الحصول على المال يكون إما بالغصب أو السرقة أو العمل..وأنه حصل عليه من أحدى هذه الثلاثة.
كما أن دفاعه بأن المال جمعه من راتبه المتراكم لسنوات طويلة كانت هي الأخرى عليه وليست له، لأنها تؤكد أنه كان قد استغنى عنه لفائدة حصل عليها من جهة أخرى غير شرعية ، تهريب، تجارة غير مشروعة، صفقات غير قانونية.
تأكيده في أجوبته أن زوجته شترت مجموعة من العقارات والقطع الأرضية، دليل يثبت ضلوع العائلة في شراء عقارات مملوكة للدولة بصفقات مشبوهة.. وكذلك تأكيده على أن هيئة الرحمة لديها أموال كبيرة، وتتلقى هدايا من الخارج دليل آخر على أنها كانت تستغل سلطته في ما حصلت عليه من أموال، وكل ذلك يصب في تأكيد الاتهامات الموجهة إليه من قبل لجنة التحقيق البرلمانية.
كما يعطي الحق لإدارة الجرائم الاقتصادية بناء على إحالة من النيابة العامة في مساءلته، والتحقيق معه .
المؤتمر حصلت منه الشرطة على منه على المعلومات التي كان ولد عبد العزيز حسب دعواه يرفض البوح بها ..وربما كان ذلك من الأسباب التي جعلتها تسمح له بعقد المؤتمر.