الحوادث- عبد الله مواطن صرفت به ظروف الحياة المهلكة من منمي في إحدى القرى النائية في شرق البلاد الى العاصمة نواكشوط بعد أن أهلك الجفاف جميع ماترك له الوالد من مواشي، كانت يعتمد عليها في عيشه.. وآل به المقام في حي شعبي على منحدر رملي في أقصى شرق العاصمة بين العشرات من أمثاله، مع أسرته التي تتكون من زوجته وابنائه الخمسة اكبرهم السابعة من العمر واصغرهم السنة الأولى من العمر.
حطب به الرحال وليس في جيبه غير مبلغ زهيد صرفه على عريش من القماش يعتمد على ركائز ما الحطب يجمع فيه أسرته التي غادرها في اليوم الموالي في بحث رزق لهم.. ظل المسكين بين يدور مرتبكا هائما على وجهه في بحث مضن عن مصدر يلتقط منه ما يروح به لأسرته التي تركها من غير زاد ولا ماء.
جرب في اليوم الأول البحث عن خدمة في سوق المواشي مساعد مربي مواشي للتجار، فعرض قدرته خبرته في المعاملة مع المواشي وقدرته الفائقة على تربيتها ورعايتها، وأعجب بذلك البعض وأخذه واحد من تجار المواشي في سوق الميناء يساعده في رعايتة مواشيه، وخدمه بكل ما عناية واهتمام، وفي المساء نقده دريهمات عاد بها عبد الله إلى أسرته .
عاد ليجد الأطفال في حرقة من العطش فوالدتهم لم تجد ماء رغم إلحاحها وستجدائها للأسر التي تجاورها، والتي أعطتها في السؤال الأول ورفضت أن تعطيها بعد ذلك لأنها تشاطرها مشكل العوز الحاجة .
وذهب عبد الله في البحث عن مورد للماء .. وبعد رحلة استغرقت وقتا طويلا عاد بقنينة 10 ليتر من الماء ..فالمنطقة التي أرغمهم الحال على سكنها بعيدة من موارد الماء ولا تصلها عربات بيع الماء إلا بجهد كبير وسعر غالي ليس في متناول الساكنة.
وانتظمت حياة عبد الله على حال من الضنك والقساوة والعسر راح ضحيتها الصغير من أبنائه بسبب مرض ألم به في غيابه لم تقدر والدته على نقله إلى المصحة لعجزها مما اضطرها إلى انتظاره .. ويموت ابنه الثاني في أحد عنابر المستشفى بعد عجزه عن الحصول على ثمن وصفة علاجه.. وتصاب والدة الأطفال وتعيش لحظات حرجة من المرض قبل أن ينقلها إلى المستشفى الذي قضت فيه أياما تكابد الألم، ومعانات فراق أطفالها الذي تركتهم لدى جارتها.
وتضطر الظروف القاسية ومرارة ما عاشه من فقد ولديه، والمعانات التي تعيشها زوجته في غرفة بالإنعاش إلى الوقوف على باب المستشفى لاستجداء الزوار لعل وعسى أن يحصل على يخفف به من الو زوجته...