لا أعرف لماذا ما يزال الرئيس الموريتاني المنتخب من لدن غالبية الشعب يعتمد على بقايا من نظام يُتهم رئيسه بالفساد، وسرقة ثروة الشعب، وتبديدها على أسرته والمقربين منه حسب ما كشفت عنه التحقيقات التي قام بها البرلمان الموريتاني من خلال لجنة مصغرة شملت جميع أطيافه.
ثم لماذا لا يتخلص الرئيس الموريتاني الذي يرفع شعار الإصلاح والتنمية، من الصورة القاتمة التي يشوه الاحتفاظ بها نظامه، ويزرع وجودها في مفاصل مهمة من الدولة الريب والشكوك من نيته في الإصلاح، في الوقت الذي يحتفظ بأدران نظام الفساد المتخومة من ثروة الشعب، ومدت يد العون والمساعدة بتبرير الفساد والتحايل على أمواله.
جهود الرئيس ولد الغواني، ونيته الصادقة في أصلاح الاقتصاد المنهار من النهب طيلة عشر سنوات من الحكم..ومحاولته ترسيخ البنية التحتية الهشة،والتنمية المحلية، ستصطدم لام حالة بالكثير من المعوقات، ما لم يتخلص من أزلام –عزيز- الذين رسموا صورة قاتمة في عيون الشعب بتمالئهم معه في الفساد، ووقوفهم إلى جانبه ضدهم.
الشعب مشغول بما يعيشه من مشاكل تضرب في عمقه المتمثلة في: الفقر،البطالة،الأمية.. إلى غير ذلك من المشكل الآنية المطروحة بقوة..ويحاول تبرير تجاهل الدولة لهذه القضايا الجوهرية..بانشغالها في ترتيب البيت الداخلي، وتعزيز قدرتها على تحقيق برنامج"تعهداتي".
لكن المتناقضات التي تفاجئه من وقت لآخر والمتمثلة في تقزيم صورة التحول المنشود في تعزيز العدالة الاجتماعية،وترسيخ مبدأ القضاء على الجهة والقبيلة والمحسوبية والمحاباة تجعل المواطن غير قادر إلى إدراك التوجه العام للنظام.
محمدأحمد حبيب الله