الحوادث- أصبحت وضعية المواطن حرجة بسبب الظروف المعيشية المقلقة، والتي من أهمها الارتفاع المذهل للأسعار، وانتشار البطالة بين مختلف فيئات الشعب،والفقر المدقع..مما خلق وجود أحياء تسور بالعاصمة من جميع الجهات تعكس الظروف القاتمة التي يتخبط فيها غالبية المواطنين. في حين تشهد فيئة قليلة من الشعب ثراء فاحشا ينعكس في انتشار الرفاهية في المساكن والمعيشة، وصرف الأموال الكثيرة في التنزه في المتنزهات العالمية التي تكلف زيارتها الملايين، في تركيا وإسبانيا وفرنسا، وغيرذلك من البلدان التي تحتضن منتزهات نادرة.
الاختلاف الكبير الذي تشهده الحالة الراهنة بين غالبية المواطنين الذين يعيشون قاع الفقر، وثلة قليلة تعيش قمة الثراء خلق الكثير من المشاكل والعقد لدى الذين ظهروا على هذا الخلاف المتباين.ويحاولون التعبير عن ذلك من خلال المنابر الإعلامية، و مواقع التواصل الاجتماعية. أو المتذمرين من الوضعية وليس لديهم من سبيل غير إفشاء ذلك من خلال النقاشات في التجمعات والتجمهر في الأسواق والأماكن العامة..أو الذين يتخذون من سيارات الأجرة صالونات لنقاش الوضعية التي يصفونها بالرهيبة، والمقلقة، وتستدعي من النظام الحالي الالتفات إليها، والتعجيل بآلية لامتصاصها قبل أن تتفاقم ويتطاير شظايا انفجارها ويحرق الأخضر واليابس.
هموم كثيرة تلاحق المواطن في أحياء الصفيح، والترحيل، وفي أقصى حدود العاصمة شرقا وجنوبا وشمالا،وتدفعه دفعا للحديث والتعبير عن امتعاضه من الوضعية التي يعيشها البلد.. خاصة بعد ارتفاع نسبة البطالة، رغم الازدياد المطرد الذي تعلن عنه الدولة من وقت لآخر في نسبة إنتاج المعادن والحديد والثروة السمكية، هذا فضلا عن الذهب والنفط والغاز.. ومناجم متعددة رخصت الدولة للتنقيب عنها تحتكرها مؤسسات ورجال أعمال.
فهل فعلا باتت وضعية المواطن الحرجة تفرض من حكومة محمد ولد بلال الاستقالة بعد ظهور هذه المؤشرات التي تؤكد أنها فشلت في تذليل الصعاب التي وراء الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن..واستبدالها بحكومة أخرى..؟